الجزء السادس
بسم الله الرحمن الرحيم وهو حسبنا ونعم الوكيل
الملاحم مع الروم
1250 – حدثنا عبد الوهاب عن عبد الحميد الثقفي حدثنا أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس الثقفي
عن عبد الله بن عمرو قال يملك الروم ملك لا يعصونه أو لا يكاد يعصونه شيئا فيسير بهم حتى ينزل بهم أرض كذا وكذا أياما نسيتها
قال فإنه مكتوب في الباب أن المؤمنين ليمدهم من عدن أبين على قلصاتهم فيسيرون فيقتتلون عشرا لا تأكلون إلا في إداوتكم ولا يحجز بينكم إلا الليل ولا تكل سيوفهم ولا نشابهم ولا نيازكهم وأنتم مثل ذلك
قال ويجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون مقتلة لا يكاد يرى مثلها ولا يرى مثلها حتى أن الطير لتمر بجنباتهم فيموت من نتن ريحهم للشهيد يومئذ كفلان على من مضى قبلهم من الشهداء أو للمؤمنين يومئذ كفلان على من مضى قبلهم من المؤمنين وبعثهم لا يزلزل أبدا وبقيتهم تقاتل الدجال
قال محمد ونبئت أن عبد الله بن سلام قال إن أدركني وليس في قوة فاحملوني على سريري حتى تضعوه بين الصفين
قال محمد ونبئت أن كعبا كان يقول لله ذبحان في النصارى مضى أحديهما وبقي الآخر
1251 – حدثنا ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني
عن مسلمة بن عبد الملك أنه بينما هو نازل على القسطنطينية إذ جاءه رجل شاب جيد الكسوة فاره الدابة
فقال له أنا طبارس
فأكرمه وأدنى مجلسه وقربه ثم أرسل إلى مسلم الرومي وكان مولى لبني مروان سبي من الروم إن هذا يزعم أنه طبارس
فقال كذب أصلح الله الأمير أنا أعرف الناس بطبارس لوكان بين عشرة ألف لأخرجته طبارس رجل آدم جسيم أجبه قبيح الأسنان يخرج وهو ابن ستين سنة يرى بالدم شرب الماء
يقول إلى متى نترك أكلة الجمل في بلادنا وأرضنا سيروا بنا إلى أكلة الجمل نستبيحهم
قال فيسيرون إليه بجمع لم يسيروا بمثله قط حتى ينزلوا عمقا ويبلغ المسلمين مسيره ومنزله فيستمدون حتى يأتيهم أقاصي اليمن ينصرون الإسلام ويمد هؤلاء النصارى نصارى الجزيرة والشام فيسير المسلمون إليهم فيرفع النصر عنهم وينزل الصبر عليهم ويسلط الحديد بعضه على بعض لا يضر الرجل أن يكون معه سيف لا يجدع الأنف لا يكون مكانه الصمصامة لا يضعه على شيء إلا أبانه وترجع طائفة من المسليمن يخذلونهم فيذهبون في مهبل من الأرض لا يرون الجنة ولا أهاليهم أبدا وتقتل طائفة وينزل الله نصره على طائفة هم أخير أهل الأرض يومئذ للشهيد منهم أجر سبعين شهيدا على من كان قبله وللباقي كفلان من الأجر فإذا التقوا أخذ الراية رجل فيقتل ثم آخر
فيقتل ثم آخر فيقتل حتى يأخذها رجل آدم جعد الشعرة أجبه أقنى فيفتح الله له فيقتلهم ويهزمهم ويتبع فللهم وهو معتقل رايته لا يحملها غيره حتى ينتهي إلى الخليج فإذا انتهى إلى الخليج يقدم ليتوضأ منه فيتباعد الماء عنه ثم يدنوا فيتباعد الماء منه فإذا رأى ذلك رجع إلى دابته فأخذها ثم جاز الخليج والماء فرقبان نصف عن يمينه ونصف عن شماله وأشار إلى أصحابه أن أجيزوا فإن الله تعالى قد فرق لكم البحر كما فرقه لبني إسرائيل فجازوا إليه فيأتي عينا عند كنيسة من ذلك الجانب من الخليج
قال أبو زرعة قد رأيت تلك العين وتوضأت منها عين عذبة فيتوضأ منها ويصلي ركعتين
ويقول لأصحابه هذا أمر أذن الله تعالى فيه فكبروه وهللوه واحمدوه فيفعلون فيميل ما بين إثنا عشر برجا منها فيسقط إلى الأرض فيدخلونها فيومئذ يقتل مقاتلتها ويقسم نهبها وتترك خرابا لا تعمر أبدا
1252 – حدثنا أبو عمر صاحب لنا من أهل البصرة حدثنا ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث الهمداني
عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة وصلح حتى يقاتلوا معهم عدوا لهم فيقاسمونهم غنائمهم ثم إن الروم يغزون مع المسلمين فارس فيقتلون مقاتلتهم ويسبون ذراريهم فتقول الروم قاسمونا الغنائم كما قاسمناكم فيقاسمونهم الأموال وذراري الشرك
فتقول الروم قاسمونا ما أصبتم من ذراريكم
فيقولون لا نقاسمكم ذراري المسليمن أبدا
فيقولون غدرتم بنا فترجع الروم إلى صاحبهم بالقسطنطينية
فيقولون إن العرب غدرت بنا ونحن أكثر منهم عددا وأتم منهم عدة وأشد منهم قوة فأمدنا نقاتلهم
فيقول ما كنت لأغدر بهم قد كانت لهم الغلبة في طول الدهر علينا
فيأتون صاحب رومية فيخبرونه بذلك فيوجه ثمانين غاية تحت كل غاية إثنا عشر ألفا في البحر
ويقول لهم صاحبهم إذا رسيتم بسواحل الشام فاحرقوا المراكب لتقاتلوا عن أنفسكم
فيفعلون ذلك ويأخذون أرض الشام كلها برها وبحرها ما خلا مدينة دمشق والمعتق ويخربون بيت المقدس
قال فقال ابن مسعود وكم تسع دمشق من المسلمين
قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لتتسعن على من يأتها من المسلمين كما يتسع الرحم على الولد
قلت وما المعتق يا نبي الله
قال جبل بأرض الشام من حمص على نهر يقال له الأرنط فتكون ذراري المسلمين في أعلى المعتق والمسلمون على نهر الأرنط والمشركون خلف نهر الأرنط يقاتلونهم صباحا ومساء فإذا أبصر ذلك صاحب القسطنطينية وجه في البر إلى قنسرين ستمائة ألف
حتى تجيهم مادة اليمن سبعين ألفا ألف الله قلوبهم بالإيمان معهم أربعون ألفا من حمير حتى يأتوا بيت المقدس فيقاتلون الروم فيهزمونهم ويخرجونهم من جند إلى جند حتى يأتوا قنسرين وتجيهم مادة الموالي
قال قلت وما مادة الموالي يا رسول الله
قال هم عتاقتكم وهم منكم قوم يجيؤن من قبل فارس فيقولون تعصبتم [ علينا ] يا معشر العرب لانكون مع أحد من الفريقين أو تجتمع كلمتكم
فتقاتل نزار يوما واليمن يوما والموالي يوما فيخرجون الروم إلى العمق وينزل المسلمون على نهر يقال له كذا وكذا يغزى والمشركون على نهر يقال له الرقبة وهو النهر الأسود فيقاتلونهم فيرفع الله تعالى نصره عن العسكرين وينزل صبره عليهما حتى يقتل من المسلمين الثلث ويفر ثلث ويبقى الثلث
فأما الثلث الذين يقتلون فشهيدهم كشهبد عشرة من شهداء بدر يشفع الواحد من شهداء بدر لسبعين وشهيد الملاحم يشفع لسبع مائة
وأما الثلث الذين يفرون فإنهم يفترقون ثلاثة أثلاث ثلث يلحقون بالروم ويقولون لو كان الله بهذا الدين من حاجة لنصرهم وهم مسلمة العرب بهزا وتنوخ وطيء وسليم وثلث يقولون منازل آبائنا وأجدادنا خير لا تنالنا الروم أبدا مروا بنا إلى البدو وهم الأعراب وثلث يقولون إن كل شيء كاسمه وأرض الشام كاسمها الشؤم فسيروا بنا إلى العراق واليمن والحجاز حيث لا نخاف الروم
وأما الثلث الباقي فيمشي بعضهم إلى بعض يقولون الله الله دعوا عنكم العصبية ولتجتمع كلمتكم وقاتلوا عدوكم فإنكم لن تنصروا ما تعصبتم فيجتمعون جميعا ويتبايعون على أن يقاتلوا حتى يلحقوا بإخوانهم الذين قتلوا
فإذا أبصر الروم إلى من قد تحول إليهم ومن قتل ورأو قلة المسلمين قام رومي بين الصفين معه بند في أعلاه صليب فينادي غلب الصليب غلب الصليب فيقوم رجل من المسلمين بين الصفين ومعه بند فينادي بل غلب أنصار الله بل غلب أنصار الله وأولياؤه
فيغضب الله تعالى على الذين كفروا من قولهم غلب الصليب فيقول يا جبريل أغث عبادي فينزل جبريل في مائة ألف من الملائكة
ويقول يا ميكائيل أغث عبادي فينحدر ميكائيل في مائتي ألف من الملائكة
ويقول يا إسرافيل أغث عبادي فينحدر إسرافيل في ثلثمائة ألف من الملائكة
وينزل الله نصره على المؤمنين وينزل بأسه على الكفار فيقتلون ويهزمون
ويسير المسلمون في أرض الروم حتى يأتوا عمورية وعلى سورها خلق كثير يقولون ما رأينا شيئا أكثر من الروم كم قتلنا وهزمنا وما أكثرهم في هذه المدينة وعلى سورها
فيقولون أمنونا على أن نؤدي إليكم الجزية فيأخذون الأمان لهم ولجميع الروم على أداء الجزية
وتجتمع إليهم أطرافهم فيقولون يا معشر العرب إن الدجال قد خالفكم إلى دياركم والخبر باطل فمن كان فيهم منكم فلا يلقين شيئا مما معه فإنه قوة لكم على ما بقي فيخرجون فيجدون الخبر باطلا
وتثب الروم على ما بقي في بلادهم من العرب فيقتلونهم حتى لا يبقى بأرض الروم عربي ولا عربية ولا ولد عربي إلا قتل
فيبلغ ذلك المسلمين فيرجعون غضبا لله تعالى فيقتلون مقاتلتهم ويسبون الذراري ويجمعون الأموال
لا ينزلون على مدينة ولا حصن فوق ثلاثة أيام حتى يفتح لهم
وينزلون على الخليج ويمد الخليج حتى يفيض فيصبح أهل القسطنطينية يقولون الصليب مد لنا بحرنا والمسيح ناصرنا فيصبحون والخليج يابس فتضرب فيه الأخبية ويحسر البحر عن القسطنطينية ويحيط المسلمون بمدينة الكفر ليلة الجمعة بالتحميد والتكبير والتهليل إلى الصباح ليس فيهم نائم ولا جالس فإذا طلع الفجر كبر المسلمون تكبيرة واحدة فيسقط ما بين البرجين
فتقول الروم إنما كنا نقاتل العرب فالآن نقاتل ربنا وقد هدم لهم مدينتنا وخربها لهم فيمكثون بأيديهم ويكيلون الذهب بالأترسة ويقتسمون الذراري حتى يبلغ سهم الرجل منهم ثلثمائة عذراء ويتمتعوا بما في أيديهم ما شاء الله
ثم يخرج الدجال حقا
ويفتح الله القسطنطينية على يدي أقوام هم أولياء الله يرفع الله عنهم الموت والمرض والسقم حتى ينزل عليهم عيسى بن مريم عليه السلام فيقاتلون معه الدجال
1253 – حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر قال حدثني تبيع
عن كعب قال لا تجري في البحر سفينة بعد فتح رومية أبدا
قال كعب وقتال الأعماق جعلت مع الفتن لأن ثلاث قبائل بأسرها تلحق بالكفر برياتهم وتصدع طائفة من الحمراء فتلحق بهم أيضا
قال كعب لولا ثلاث لأحببت أن لا أحيا ساعة أولها نهبة الأعراب فإنهم يستنفرون في بعض ما يكون ويحدث من الملاحم فيقولون كما قالوا في بدء الإسلام أول مرة حين استنصروا شغلتنا أموالنا وأهلونا فأجاب من أجاب وترك من ترك فإذا استنصروا المرة الثانية في زمن الملاحم فأبوا أحل الله بهم الآية التي وعدهم الله تعالى في كتاب قل للمخلفين من الأعراب ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد تقاتلونم أو يسلمون الآية فهي نهبة الأعراب والخايب من خاب يوم نهبة كلب
والثانية لولا أن أشهد الملحمة العظمى فإن الله تعالى يحرم على كل حديدة أن تجبن فلو ضرب الرجل يومئذ بسفود لقطع
والثالثة لولا أن أشهد فتح مدينة الكفر وإن دون فتحها لصغار كبير
قيل لكعب فمن هذه القبائل التي تلحق بالكفر
قال تنوخ وبهزا وكلب وتريد من قضاعة رجل أولئك الموالي موالي هؤلاء القبائل التي تلحق بالكفر هم نفعانية الشام يعني مسالمتهم
1254 – حدثنا محمد بن شابور عن النعمان بن المنذر وسويد بن عبد العزيز عن إسحاق بن أبي فروة جميعا عن مكحول عن حذيفة بن اليمان وقال محمد بن شابور قال مكحول حدثني غير واحد عن حذيفة يزيد أحدهما على صاحبه في الحديث
قال حذيفة فتح لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتح لم يفتح له مثله منذ بعثه الله تعالى
فقلت له يهنئك الفتح يا رسول الله قد وضعت الحرب أوزارها
فقال هيهات هيهات والذي نفسي بيده إن دونها يا حذيفة لخصالا ستا أولهن موتي
قال قلت إنا لله وإنا إليه راجعون
ثم يفتح بيت المقدس ثم يكون بعد ذلك فتنة تقتتل فئتان عظيمتان يكثر فيها القتل ويكثر فيها الهرج دعوتهما واحدة ثم يسلط عليكم موت فيقتلكم قعصا كما تموت الغنم ثم يكثر المال فيفيض حتى يدعا الرجل إلى مائة دينار فيستنكف أن يأخذها ثم ينشأ لبني الأصفر غلام من أولاد ملوكهم
قلت ومن بنو الأصفر يا رسول الله
قال الروم فيشب في اليوم الواحد كما يشب الصبي في الشهر ويشب في الشهر كما يشب الصبي في السنة فإذا بلغ أحبوه واتبعوه مالم يحبوا ملكا قبله ثم يقوم بين ظهرانهم
فيقول إلى متى نترك هذه العصابة من العرب لا يزالون يصيبون منكم طرفا ونحن أكثر منهم عددا وعدة في البر والبحر إلى متى يكون هذا فأشيروا علي بما ترون فيقوم أشرافهم فيخطبون بين أظهرهم
ويقولون نعم ما رأيت والأمر أمرك
فيقول والذي نقسم به لا ندعهم حتى نهلكهم فيكتب إلى جزائر الروم فيرمونه بثمانين غياية تحت كل غياية إثنا عشر ألف مقاتل والغياية الراية فيجتمعون عنده سبع مائة ألف وستمائة مقاتل ويكتب إلى كل جزيرة فيبعثون بثلثمائة سفينة فيركب هو في سفينة منها ومقاتلته بحده وحديده وما كان له حتى يرسى بها ما بين أنطاكية إلى العريش
فيبعث الخليفة يومئذ الخيول بالعدد والعدة وما لا يحصى فيقوم فيهم خطيب فيقول كيف ترون أشيروا علي برأيكم فإني أرى أمرا عظيما وإني أعلم أن الله تعالى منجز وعده ومظهر ديننا على كل دين ولكن هذا بلاء عظيم فإني قد رأيت من الرأي أن أخرج ومن معي إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبعث إلى اليمن والعرب حيث كانوا وإلى الأعاريب فإن الله ناصر من نصره ولا يضرنا أن نخلي لهم هذه الأرض حتى تروا الذي يتهيأ لكم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيخرجون حتى ينزلوا مدينتي هذه واسمها طيبة وهي مساكن المسلمين فينزلون ثم يكتبون إلى من كان عندهم من العرب حيث بلغ كتابهم فيجيبونهم حتى تضيق بهم المدينة ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا إمامهم على الموت فيفتح الله لهم فيكسرون أغماد سيوفهم ثم يمرون مجردين
فيقول صاحب الروم إن القوم قد استماتوا لهذه الأرض وقد أقبلوا إليكم وهم لا يرجون حياة فإني كاتب إليهم أن يبعثوا إلي بمن عندهم من العجم ونخلي لهم أرضهم هذه فإن لنا عنها غنى فإن فعلوا فعلنا . وإن أبوا قاتلناهم حتى يقضي الله بيننا وبينهم
فإذا بلغ أمرهم والي المسلمين يومئذ قال لهم من كان عندنا من العجم أراد أن يسير إلى الروم فليفعل.
فيقوم خطيب من الموالي فيقول معاذ الله أن نبتغي بالإسلام دينا وبدلا فيبايعون على الموت كما بايع قبلهم من المسلمين ثم يسيرون مجتمعين فإذا رآهم أعداء الله طمعوا واحردوا وجهدوا ثم يسل المسلمون سيوفهم ويكسروا أغمادها
ويغضب الجبار على أعدائه فيقتل المسلمون منهم حتى يبلغ الدم ثنن الخيل ثم يسير من بقي منهم بريح طيبة يوما وليلة حتى يظنوا أنهم قد عجزوا فيبعث الله عليهم ريحا عاصفا فتردهم إلى المكان الذي منه أصروا فيقتلهم بأيدي المهاجرين فلا يفلت أحد ولا مخبر
فعند ذلك يا حذيفة تضع الحرب أوزارها فيعيشون في ذلك ما شاء الله
ثم يأتيهم من قبل المشرق خبر الدجال أنه قد خرج فينا
امام المسلمين في بيت المقدس وانتصاره في سهل عكا وفتح حمص
أخبرنا الشيخ أبو بكر محمد بن عبد الله بن أحمد بن ريذة قال أنبأنا ابو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي سنة ثمانين ومائتين حدثنا نعيم بن حماد
1255 – حدثنا الوليد عن الأوزاعي
عن كعب قال يكون إمام المسلمين ببيت المقدس فيبعث إلى مصر وأهل العراق يستمدهم ولا يمدون
ويمر بريده بمدينة حمص فيجد عجمها قد أغلقوا على من فيها من ذراري المسلمين فيعظمه ذلك
فيسير بمن حضره من المسلمين حتى يلقاهم بسهلة عكا فيقاتلهم فيهزمهم الله ويطلبهم المسلمون حتى يلحقونهم ببلادهم ويسير إلى حمص فيفتحها الله على يديه
1256 – قال الأوزاعي فأخبرني حسان بن عطية قال
تنزل الروم بسهل عكا وتغلب على فلسطين وبطن الأردن وبيت المقدس ولا يجيزون عقبة أفيق أربعين يوما ثم يسير إليهم إمام المسلمين فيحوزونهم إلى مرج عكا فيقتتلون بها حتى يبلغ الدم ثنن الخيل فيهزمهم الله ويقتلونهم إلا عصيبة يسيرون إلى جبل لبنان ثم إلى جبل بأرض الروم
1257 – قال الوليد أخبرني سعيد بن عبد العزيز
عن مكحول قال لتمخرن الروم الشام أربعين صباحا لا يمتنع منها إلا دمشق وأعالي البلقاء
1258 – حدثنا الوليد عن عبد الله بن العلاء بن زبر سمع أبا الأعيس عبد الرحمن بن سليمان قال
يغلب ملك من ملوك الروم على الشام كله إلا دمشق وعمان ثم ينهزم وتبنى قيسارية أرض الروم فتصير جند من أجناد أهل الشام ثم تظهر نار من عدن أبين
1259 – حدثنا الوليد عن معاوية بن يحيى عن أرطاة بن المنذر عن حكيم بن عمير عن تبيع قال
ثم يبعث الروم يسألونكم الصلح فتصالحونهم فيومئذ تقطع المرأة الدرب إلى الشام آمنة وتبنى مدينة قيسارية التي بأرض الروم وفي ذلك الصلح تعرك الكوفة عرك الأديم وذلك لتركهم أن يمدوا المسلمين فالله أعلم أكان مع خذلانهم حدث آخر يستحل غزوهم فيه وتستمدون الروم عليهم فيمدونكم فتنصفرون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول فيقول قائل النصارى بصليبنا غلبتم فأعطونا حظنا من الغنيمة والنساء والذرية فيأبون أن يعطونهم من النساء والذرية فيقتتلون ثم ينصرفون فيجتمعون للملحمة
1260 – حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير
عن ذي مخبر بن أخي النجاشي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم
1261 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي فراس
عن عبد الله بن عمرو قال تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات الأولى يصيبكم فيها بلاء والثانية تكون بينكم وبينهم صلحا حتى
تبنوا في مدينتهم مسجدا وتغزون أنتم وهم عدوا من وراء القسطنطينية ثم ترجعون ثم تغزونها الثالثة فيفتحها الله عليكم
1262 – حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير
عن ذي مخبر سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول فتنصرفون وقد نصرتم وغنمتم فينزلون بمرج ذي تلول فيقول قائلهم غلب الصليب ويقول مسلم بل الله غلب فيتداولونها ساعة فيثب المسلم إلى صليبهم وهو منه غير بعيد فيدقه ويثورون إليه فيقتلونه فيثور المسلمون إلى سلاحهم فيكرم الله تعالى تلك العصابة من المسلمين بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون كفيناك حد العرب فيغدرون فيجمعون للملحمة
1263 – حدثنا الوليد عن يزيد بن سعيد العنسي عن مدلج بن المقدام العذري
عن كعب قال فتعذر الروم بمن كان فيها فتجتمع وتأتي بجيش في البحر من رومية عليهم صاحب لهم يقال له الجمل أحد أبويه جنية أو قال شيطان فيسير بسفنه حتى ينزل ديرا يقال له عمقا في عكا
1264 – حدثنا محمد بن حمير
عن أرطاة بن المنذر قال إذا ابتنيت مدينة على ستة أميال من دمشق فتحزموا للملاحم
1265 – حدثنا الوليد عن عثمان بن أبي العاتكة
عن كعب قال يخرج في ستة آلاف سفينة ثم يأمر بالسفن فتحرق
1266 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن حجاج بن شداد عن أبي صالح الغفاري
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال يحرق حتى تضيء أعناق الإبل ليلا بجسم جدام من نارهم
1267 – حدثنا حماد عن عبد الله بن العلاء سمع نمر بن أوس يذكر
عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه أنه قال لقومه بالشام يا معشر الأشعريين إياكم والمزارع والدور فإنه يوشك ألا تلائمكم وعليكم بالمعز الشقر والخيل وطول الرماح
1268 – حدثنا الوليد عن شيخ
عن ابن شهاب قال يوشك أزارق رومية أن تخرج أمة محمد صلى الله عليه وسلم من منا القمح
1269 – حدثنا الوليد عن بطريق بن يزيد الكلبي عن عمه قال
قال لي عروة بن الزبير ورأسه ولحيته يومئذ كالثغامة يا أخا أهل الشام ليخرجنكم الروم من شامكم وليقفن فوارس من الروم على هذا الجبل وهو يومئذ على جبل سلع فليسبين أهل المدينة ثم ينزل الله نصره عليهم
1270 – حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن حسان بن عطية
عن كعب قال يحضر الملحمة الكبرى إثنا عشر ملكا من ملوك الأعاجم اصغرهم ملكا وأقلهم جنودا صاحب الروم
ولله تعالى في اليمن كنزان جاء بأحدهما يوم اليرموك كانت الأزد يومئذ ثلث الناس ويجيء بالآخر يوم الملحمة العظمى سبعون ألفا حمايل سيوفهم المسد
1271 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن عبيدة عن عبد الرحمن بن سلمان
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال إذا عبد صنم الخاصة ظهرت الروم على الشام فيومئذ يبعثون إلى أهل قرظ يستمدونهم فيأتون على قلصاتهم قرظ يعني أهل الحجاز أو قال الوليد اليمن
قال نعيم أشك فيه
1272 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي محمد الجنبي
عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين مدد من الجند وما قضي بينهم
1273 – حدثنا الوليد وبقية عن صفوان بن عمرو عن فرج بن محمد
عن كعب في قوله تعالى ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد قال الروم يوم الملحمة قال كعب قد استفز الله الأعراب في بدء الإسلام فقالت شغلتنا أموالنا وأهلونا فقال ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد يوم الملحمة فيقولون كما قالوا في بدء الإسلام شغلتنا أموالنا وأهلونا فتحل بهم الآية يعذبكم عذابا أليما فحدثت به عبد الرحمن بن يزيد يومئذ فقال صدق
قال بقية في حديثه
ولولا أن أشهد فتح مدينة الكفر ما أحببت أن أحيا فإن الله تعالى محرم يومئذ على كل حديدة أن تجبن
قال وقال صفوان حدثنا مشيختنا أن من الأعراب من يرتد يومئذ كافرا ومنهم من يول على نصرة الإسلام وعسكرهم شاكا فإذا فتح للمسلمين يومئذ بعثوها غارة على ما ترك الفئة الكافرة المرتدة والفئة الشاكة الخاذلة فالخائب من خاب من غنيمتهم يومئذ
1274 – حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن محمد بن سيرين
عن عبد الله بن مسعود قال يكون عند ذلك القتال ردة شديدة
1275 – قال محمد واخبرنا عقبة بن أوس
عن عبد الله بن عمرو قال يطهر الله الطائفة التي تظهر فيرغب فيهم من يليهم من عدوهم فيتقحم رجال في الكفر تقحما
قال محمد لا أعلم الردة عن الإسلام والتقحم في الكفر إلا واحدا
1276 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي عن أبي محمد الجنبي
سمع عبد الله بن عمرو يقول ليلحقن قبائل من العرب بالروم بأسرها
قلت وما أسرها
فقال رعاتها وكلابها
فقال إن شاء الله يا أبا محمد فقام مغضبا
فقال قد شاء الله وكتبه
1277 – حدثنا الوليد عن ابن عياش عن إسحاق بن أبي فروة عن يوسف بن سليمان
عن عبد الرحمن بن سنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكفر ثلث ويرجع ثلث شاكا فيخسف بهم
1278 – حدثنا الوليد بن مسلم عن الوليد بن سليمان بن أبي السائب
سمع القاسم أبا عبد الرحمن يقول الفئة الخاذلة للمسلمين بعمق عكا وأنطاكية يتخرق لهم من الأرض خرقا يدخلون فيه لا يرون الجنة ولا يرجعون إلى أهليهم أبدا
1279 – حدثنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن الحارث بن عبيدة عن أبي الأعيس عبد الرحمن بن سلمان
عن عبد الله بن عمرو قال ينهزم ثلث فأولئك شر البرية عند الله تعالى
1280 – حدثنا الوليد عن أبي عبد الله مولى بني أمية عن الوليد بن هشام المعيطي عن أبان بن الوليد المعيطي
سمع ابن عباس يحدث معاوية وسأله عن الزمان فأخبره أنه يلي رجل منهم في آخر الزمان أربعين سنة تكون الملاحم لسبع سنين بقين من خلافته فيموت بالأعماق غما ثم يليها رجل ذو شامتين فعلى يديه يكون الفتح يومئذ
1281 – حدثنا الوليد عن صفوان
أن كعبا قال فيقتل خليفة المسلمين يومئذ في ألف وأربع مائة كلهم أمير وصاحب لواء فلم يصاب المسلمون يومئذ بعد مصيبتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم بمثلها
1282 – حدثنا الوليد عن عبد الملك بن حميد بن أبي غنية عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس أنه ذكر عنده إثنا عشر خليفة ثم الأمير فقال والله إن منا بعد ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها إلى عيسى بن مريم عليه السلام
1283 – حدثنا الوليد عن كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي
عن كعب قال يقتتلون بالأعماق قتالا شديدا فيرفع النصر ويفرغ الصبر ويسلط الحديد بعضه على بعض حتى تركض الخيل في الدم إلى ثننها ثلاثة أيام متوالية لا يحجز بينهم إلا الليل حتى يقوم فيقول عمائر من الناس يعني طوائف ما كان الإسلام إلا إلى أجل ومنتهى وقد بلغ أجله ومنتهاه فالحقوا بمولد آبائنا فيلحقون بالكفر ويبقى أبناء المهاجرين فيقول رجل منهم يا هؤلاء ألا ترون إلى ما صنع هؤلاء قوموا بنا نلحق بالله فما يتبعه أحد فيمشي إليهم حتى يأتيهم فينشلونه بنيازكهم حتى إن دمائهم لتبل أذرعهم فيهزمهم الله
1284 – قال الوليد فحدثني عثمان بن أبي العاتكة عن كعب مثله
قال كعب فذلك أكرم شهيد كان في الإسلام إلا حمزة بن عبد المطلب فتقول الملائكة ربنا ألا تأذن لنا بنصرة عبادك فيقول أنا أولى بنصرتهم يومئذ يطعن برمحه ويضرب بسيفه وسيفه أمره فيهزمهم الله تعالى ويمنحهم فيدوسونهم كما تداس المعصرة فلا يكون للروم بعدها جماعة ولا ملك.
1285 – حدثنا الحكم بن نافع عن جراح
عن أرطاة قال إذا ظهر صاحب الأدهم بالأسكندرية وأرض مصر لحقت العرب بيثرب والحجاز ويجلى من الشام ويلحق كل قبيل بأهلها ويبعث الله إليهم جيشا فإذا انتهوا بين الجزيرتين نادى مناديهم ليخرج إلينا كل صريح أو دخيل كان منا في المسلمين فتغضب الموالي فيبايعون رجلا يسمى صالح بن عبد الله بن قيس بن يسار فيخرج بهم فيلقى جيش الروم فيقتلهم ويقع الموت في الروم وهم يومئذ ببيت المقدس وقد استولوا عليها فيموتون موت الجراد ويموت صاحب الأدهم وينزل صالح بالموالي بأرض سورية ويدخل عمورية وقد نزله وينزل قمولية ويفتح بزنطية وتكون أصوات جيشه فيها بالتوحيد عالية ويقسم أموالها بينهم بالآنية ويظهر على رومية ويستخرج منها باب صهيون وتابوت من خرع فيه قرط حواء وكفوته آدم يعني كساءه وحلة هارون عليهم السلام فبيناهم كذلك إذ أتاه خبر وهو باطل فيرجع
1286 – قال جراح عن أرطاة فالملحمة الأولى في قول دانيال تكون بالأسكندرية يخرجون بسفنهم فيستغيث أهل مصر بأهل الشام فيلتقون فيقتتلون قتالا شديدا فيهزم المسلمون الروم بعد جهد شديد ثم يقيمون عليها ويجمعون جمعا عظيما ثم يقبلون فينزلون يافا فلسطين عشرة أميال ويعتصم أهله بذراريهم في الجبال فيلقاهم المسلمون فيظفرون بهم ويقتلون ملكهم والملحمة الثانية يجمعون بعد هزيمتهم جمعا أعظم من جمعهم الأول ثم يقبلون فينزلون عكا وقد هلك ملكهم ابن المقتول فيلتقي المسلمون بعكا ويحبس النصر عن المسلمين أربعين يوما ويستغيث أهل الشام بأهل الأمصار فيبطؤن عن نصرهم فلا يبقى يومئذ مشرك حر ولا عبد من النصرانية إلا أمد الروم فيفر ثلث أهل الشام ويقتل الثلث ثم ينصر الله البقية فيهزمون الروم هزيمة لم يسمع بمثلها ويقتلون ملكهم
والملحمة الثالث يرجع من رجع منهم في البحر وينضم إليهم من كان فر منهم في البر ويملكون ابن ملكهم المقتول صغير لم يحتلم وتقذف له مودة في قلوبهم فيقبل بما لم يقبل به ملكاهم الأولان من العدد فينزلون عمق أنطاكية ويجتمع المسلمون فينزلون بإزائهم فيقتتلون شهرين ثم ينزل الله نصره على المسلمين فيهزمون الروم ويقتلون فيهم وهم هاربون طالعون في الدرب ثم يأتيهم مدد لهم فيقفون ويبدأ من المسلمين فتكر عليهم كرة فيقتلونهم وملكهم وتنهزم بقيتهم فيطلبهم المهاجرون فيقتلونهم قتلا ذريعا فحينئذ يبطل الصليب وينطلق الروم إلى أمم من ورائهم من الأندلس فيقبلون بهم حتى ينزلوا الدرب فيتميز المهاجرون نصفين فيسير نصف في البر نحو الدرب والنصف الآخر يركبون في البحر فيلتقي المهاجرون الذين في البر ومن في الدرب من عدوهم فيظفرهم الله بعدوهم فيهزمهم هزيمة أعظم من الهزايم الأولى ويوجهون البشير إلى إخوانهم في البحر إن موعدكم المدينة فيسيرهم الله أحسن سيرة حتى ينزلوا على المدينة فيفتحونها ويخربونها ثم يكون بعد ذلك أندلس وأمم فيجتمعون فيأتون الشام فيلقاهم المسملون فيهزمهم الله تعالى
1287 – حدثنا الحكم بن نافع عمن حدثه
عن كعب قال يدخل الروم بيت المقدس سبعون صليبا حتى يهدموه ولا تزال طاعة معمول بها ما كانت الخلافة في أرض القدس والشام وأول السواحل يغضب الله عليه فيخسف به الصارفية وقيسارية وبيروت ويملك الروم الشام أربعين يوما من شاطىء البحر إلى الأردن وبيسان ثم تكون الغلبة للمسلمين عليهم يصالحونها حتى يجري سلطانهم عليهم وتأمن الأرض كلها سبعا أو تسعا
قال كعب يخلع أهل العراق الطاعة ويقتلون أميرهم من أهل الشام فيغزوهم أهل الشام ويستمدون عليهم الروم وقد صالحوا الروم قبل أن يستمدوهم فيمدوهم بعشرة آلاف حتى يبلغوا الفرات فيلتقون فيكون الظفر لأهل الشام عليهم ثم يدخلون الكوفة فيسبون أهلها ثم يقول الروم للشاميين أشركونا فيما أصبتم من السبي
فيقولون أما ما كان من المسلمين فلا سبيل إليه ونقاسمكم الأموال فيقول الروم إنما غلبتموهم بالصليب
ويقول المسلمون بل بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم غلبناهم فيتداولونه بينهم فيغضب الروم فيقوم إلى صليبهم رجل من المسلمين فيكسره فيفترقون ويحوز الروم إلى نهر يحول بينهم وبينهم وتنقض الروم صلحها ويقتلون من بالقسطنطينية من المسلمين ثم يخرج الروم في ساحل حمص فيخرج أهل حمص إليهم فيغلق الأعاجم أبواب مدينة حمص عليهم وينزل ملك الروم فحمايا لا يجاوز القنطرة التي دون دير بهرا
فيقول الروم للمسليمن خلوا لنا حمصا فإنها منزل آبائنا فيقتتلون حتى يبلغ الدم الأحجار السبع الأواسط منها الأبارص ثم يهزمون الروم ويرجع المسلمون إلى حمص ويربطون خيولهم بالزيتون وينصبون المجانيق عليها ويهدمون كنيسة دير مسحل وتفتح حمص للمسلمين برجل من اليهود من بابها الغربي الأيمن أو من الباب المغلق الذي بين باب دمشق وباب اليهود فيدخلها المهاجرون وتهرب طائفة من أنصارها إلى دير بني أسد فيقتلهم المسلمون ومن بها من الأعاجم ويخربوا ثلثها ويحرقوا ثلثها ويغرقوا ثلثها ولا تزال الشام عامرة ما عمرت حمص
1288 – حدثنا أبو المغيرة عن أبي بكر بن أبي مريم
سمع الأشياخ يقولون ستفجر عين بتل ذي مين يكثر ماؤها فتغرق حمص أو جلها وهي شرقي حمص على عشرة أميال
1289 – حدثنا أبو المغيرة عن أرطاة
عن أبي عامر الألهاني قال كنت في قرية فجاءني الحارث بن أبي أنعم حين انتصف النهار واشتدت الظهيرة
فقلت يا عم ما جاء بك هذا الحين
قال استقرأت هذا الوادي الذي يمر على باب اليهود ثم إنه خفي علي مذهبه حتى خالط تلك الحقول فهل في قريتك هذه رجل له قدم وسن
قلت نعم هاهنا شيخ كبير ما يخرج من الكبر فانطلقنا إليه فسأله الحارث عن ذلك الخليج
فقال الشيخ سمعت أبي يقول إن ماءه كان ظاهرا لا تشرب منه حامل إلا ألقيت ما في بطنها ولا ينال شجرة إلا تناثر ورقها فأهم الناس ذلك فالتمسوا له فجاء رجل فجعلوا له جعلا فدعاهم بلبنة من رصاص وشحم وزفت وصوف ثم انطلقوا إلى سرب فصنع ما صنع فخفي ذلك الماء
قال أبو عامر فلما خرجنا قال سمعت بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه واد من أودية جهنم وإن حمص يغرق نصفها منه والنصف الآخر يصيبه حريق
1290 – حدثنا الحكم بن نافع قال أخبرني الذي حدثني
عن كعب في حديثه ثم تستمد الروم بالأمم الثانية فتجيش عليهم الألسنة المختلفة ويجتمع إليهم أهل رومية والقسطنطنية وأرمينية حتى الرعاة والحراثون يغضبون لملك الروم فيقبل بأمم كثيرة سوى الروم ملوك عشرة يبلغ جمعهم مائة ألف وثمانين ألفا وتنزوي العرب بعضها إلى بعض من أقطار الأرض ويجتمع الجناحان مصر والعراق بالشام وهي الرأس ويقبل ملك الروم على منبر محمول على بغلين فيوجهون جيوشهم فيحولون الشام كلها غير دمشق فيسير إليهم المسلمون على أقدامهم فيلتقون في عمق كذا وكذا أربع مواطن فيسير الجمعان على نهر ماؤه بارد في الصيف حار في الشتاء فيفور ماؤه ويكثر يومئذ فينزل المهاجرون أدناه والروم أقصاه ويربطون خيولهم بالشجر الذي عند رحالهم ويستعدوا للقتال حتى يصيروا في أرض قنسرين فيكون منزلهم ما بين حمص وأنطاكية والعرب فيما بين بصرى ودمشق وما ورائهما فلا يبقى الروم خشبا ولا حطبا ولا شجرا إلا أوقدوه فيلتقي الجمعان عند نهير فيما بين حلب وقنسرين ثم يصيرون إلى عمق من الأرض فيه عظم قتالهم فمن حضر ذلك اليوم فليكن في الزحف الأول فإن لم يستطع ففي الثاني أو الثالث أو الرابع أو الآخر فإن لم يطق فليلزم فسطاط الجماعة لا يفارقها فإن يد الله تعالى عليهم ومن هرب يومئذ لم يرح ريح الجنة
فيقول الروم للمسلمين خلوا لنا أرضنا وردوا إلينا كل أحمر وهجين منكم وأبناء السراري
فيقول المسلمون من شاء لحق منكم ومن شاء دفع عن دينه ونفسه فيغضب بنوا هجن والسراري والحمراء فيعقدون لرجل من الحمراء راية وهو السلطان الذي وعد إبراهيم وإسحاق أن يعطوا في آخر الزمان فيبايعونه ثم يقاتلون وحدهم الروم فينصرون على الروم وينحاز فجرة العرب إلى الروم ومنافقوهم حين يرون نصرة الموالي على الروم وتهرب قبائل بأسرها جلها من قضاعة وناس من الحمراء حتى يركزوا راياتهم فيهم ثم تنادي الرفاق بالتميز فإذا لحق بهم من لحق نادوا غلب الصليب فخير العرب يومئذ اليمانيون المهاجرون وحمير والهان وقيس أولئك خير الناس يومئذ فقيس يومئذ تقتل ولا تقتل وجدس مثلها والأزد يقتلون ويقتلون ويمومئذ يفترق جيش المسملين أربع فرق فرقة تستشهد وفرقة تصبر وفرقة تفر وفرقة تلحق بعدوها
وقال ويشد الروم على العرب شدة فيقتل خليفتهم القرشي اليماني الصالح في ثلاثة آلاف ومعه سبعون أميرا كلهم صالح صاحب راية فالمقتول والصابر يومئذ في الأجر سواء فيؤمرون عليهم أميرا ثم يسلط الله على الروم ريحا وطيرا تضرب وجوههم بأجنحتها فتفقأ أعينهم وتتصدع بهم الأرض فيتلجلجوا في مهوى بعد صواعق ورواجف تصيبهم ويؤيد الله الصابرين ويوجب لهم الأجر كما أوجب لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويملأ قلوبهم وصدورهم شجاعة وجرأة
فإذا رأت الروم قلة الفرقة الصابرة طمعت وقالت اركبوا على كل حافر فطؤهم وأبيدوهم فيقوم راكب من المسلمين على مرجه فينظر عن يمينه وشماله وبين يديه فلا يرى طرفا ولا انقطاعا فيقول أتاكم الخلق ولا مدد لكم إلا الله فموتوا وأميتوا فيبايعون رجلا منهم بيعة خلافة فيأمرهم فيصلون الصبح فينظر الله تعالى إليهم فينزل عليهم النصر ويقول لم يبق إلا أنا وملائكتي وعبادي المهاجرون اليوم ومأدبة الطير والوحش لأطمعنها لحوم الروم وأنصارها ولأسقينها دماءها فيفتح ربك خزانة سلاحه التي في السماء الرابعة وسلاحه العز والجبروت فينزل عليهم الملائكة ويقذف المسلمون قسيهم ويدقوا أغماد سيوفهم ويصلتوها عليهم ويوجهوا أسنة رماحهم إليهم ويبسط ربك يده إلى سلاح الكفار فيضمه فلا يقطع فتغل أيديهم إلى أعناقهم ويسلط أسلحة الموحدين عليهم فلو ضرب مؤمن يومئذ بوتد لقطع ويهبط جبريل وميكائيل فيدفعونهم بمن معهم من الملائكة فيهزمهم الله فيسوقونهم كالغنم حتى ينتهوا بهم إلى ملوكهم فيخر ملوكهم من الرعب لوجوههم وتنزع أتوجتهم عن رؤوسهم فيطؤنهم بالخيل والأقدام حتى يقلتونهم حتى يبلغ دماؤهم ثنن الخيل فلا ينشفه الأرض وكل دم يبلغ ثنن الخيل فهي ملحمة وهو ذبح فذلك انقطاع ملك الروم ويبعث الله تعالى ملائكة إلى ملاء جزائرها يخبرونهم بقتل الروم
1291 – حدثنا أبو المغيرة عن ابن عياش عن مالك بن عبد الله الكلاعي عن عثمان بن معدان القرشي عن عمران بن سليم الكلاعي قال
ما عدت امرأة في ربعتها بأفضل لها من ميضأة ونعلين ويل للمسمنات وطوبى للفقراء ألبسوا نساءكم الخفاف المنعلة وعلموهن المشي في بيوتهن فإنه يوشك بهن أن يحوجن إلى ذلك
1292 – حدثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن عبد الله
عن أبي الزاهرية قال ينتهي الروم إلى دير بهرا فعند ذلك يكون الحلفة لا يجاوزها إلى حمص ثم يرجع إليهم المسلمون فيهزمونهم
1293 – قال أبو بكر وأخبرني عمرو بن قيس عن أبي بحرية قال
ليسيرن الروم حتى ينزلوا دير بهرا وحتى يضع ملكهم صليبه وبنوده على هذا التل تل فحمايا فيكون أول هلاكهم على يدي رجل من أنطاكية يدعو الناس فينتدب معه رجال من المسلمين فهو أول من يحمل عليهم [ من المسلمين ] فيهزمهم الله تعالى
1294 – حدثنا أبو المغيرة عن ابن عياش قال
سمعت مشايخنا يقولون إذا كان ذلك فاثبتوا في منازلكم يا أهل حمص فإن هلاكهم عند تل فحمايا لا يصلون إليكم فمن ثبت نجا ومن سار إلى دمشق هلك عطشا
1295 – حدثنا عبد الله بن مروان وأبو أيوب وأبو المغيرة وأبو حيوة شريح بن يزيد الحضرمي عن أرطاة عن أبي عامر الألهاني قال
خرجت مع تبيع من باب الرستن فقال يا أبا عامر إذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلك من حمص
قلت أرأيت إن لم أفعل
قال فإذا دخلت أنطرسوس فقتل تحت الكرمة ثلثمائة شهيد فأخرج أهلك من حمص
قلت أرأيت إن لم أفعل
قال فإذا خرج رأس الجمل في القطع ففرقها بين يافا والأقرع فأخرج أهلك من حمص
قال قلت أرأيت إن لم أفعل
قال إذا يصيبك ما يصيب أهل حمص
قلت وما يصيبهم
قال عند ذلك يكون إغلاقها
قال ثم مشى حتى أتينا دير مسحل قال يا أبا عامر هل ترى هذا الخشب هي مجانيق المسلمين يومئذ
قال قلت كم بين دخول أنطرسوس وبين خروج رأس الجمل
قال لا يحل لها أن تكمل ثلاث سنين هذه الملحمة الأولى
1296 – حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس وأيوب عن صفوان بن عمرو عن أبي الصلت جد عيسى بن المعتمر وشريح بن عبيد
سمع كعبا يقول لقيت أبا ذر وهو يمشي قريبا من مجلس أبي عرباض وهو يبكي
فقال له كعب ماذا يبكيك يا أبا ذر
قال أبكي على ديني
فقال له كعب اليوم تبكي وإنما فارقت رسول الله صلى الله عليه منذ قريب والناس بخير والإسلام جديد حتى خرج من باب اليهود ثم قام على المزبلة
فقال يا أبا ذر ليأتين على أهل هذه المدينة يوما يأتيهم فزع من نحو ساحلهم فيسيرون إليهم فيلقوهم في عقبة سليمان فيقاتلونهم فيهزمهم الله فيقتلونهم في أوديتها وشعابها فإنهم لعلى ذلك حتى يأتيهم خبر من ورائهم إن أهلها قد أغلقوها على من كان فيها من ذراري المهاجرين فينصرفون إليها فيرابطونها حتى يفتح الله عليهم فلو يعلم أهل هذه المدينة مالهم في الكنيسة التي في دير مسحل من المنفعة يومئذ لعادوها بالدهن يدهنون خشبها فإذا فتحها الله عليهم لم يبقوا فيها على ذي شعر إلا قتلوه حتى يقتل الرجل من المهاجرين الرجل من النصارى وإن كان قد نازعه ثدي أمه وحتى تخرج قناة من حمص التي ينصب فيها الماء دما ما يكاد يخالطه شيء
1297 – حدثنا أبو المغيرة عن صفوان قال
حدثنا بعض مشايخنا قال جاءنا رجل وأنا نازل عند ختن لي بعرقة فقال هل من منزل الليلة فأنزلوه فإذا برجل خليق للخير حين تنظر إليه كأنه يلتمس العلم
فقال هل لكم علم بسوسية
قالوا نعم
قال واين هي
قلنا خربة نحو البحر
قال هل فيها عين يهبط اليها بدرج وماء بارد عذب
قالوا نعم
قال فهل إلى جانبها حصن خرب
قالوا نعم
قلنا من أنت يا عبد الله
قال أنا رجل من أشجع
قالوا فما بال ما ذكرت
قال تقبل سفن الروم في البحر حتى ينزلوا قريبا من تلك العين فيحرقون سفنهم فيبعث إليهم أهل دمشق فيمكثون ثلاثا يدعونهم الروم على أن يخلوا لهم البلد فيأبون عليهم فيقاتلونهم المهاجرون فيكون أول يوم القتل في الفريقين كلاهما واليوم الثاني على العدو والثالث يهزمهم الله فلا يبلغ سفنهم منهم إلا أقلهم وقد حرقوا سفنا كثيرة
وقالوا لا نبرح هذا البلد فيهزمهم الله وصف المسلمين يومئذ بحذاء البرج الخرب فبيناهم على ذلك قد هزم الله عدوهم حتى يأتي آت من خلفهم فيخبرهم أن أهل قنسرين قد أقبلوا مقبلين إلى دمشق وان الروم قد حملت عليهم وكان موعد منهم في البر والبحر فيكون معقل المسلمين يومئذ بدمشق
1298 – حدثنا ضمرة عن يحيى ابن ابي عمرو السيباني عن عمرو بن عبد الله عن جبير بن نفير الحضرمي
أن كعبا حدثه أن بالمغرب ملكة تملك أمة من الأمم تنبهر تلك الأمة بالنصرانية فتصنع سفنا تريد هذه الأمة حتى إذاا فرغت من صنعتها وجعلت فيها شحنتها ومقاتلتها
قالت لتركبن إن شاء الله وإن لم يشأ فيبعث الله عليها قاصفا من الريح فدقت سفنها فلا تزال تصنع كذلك وتقول كذلك ويفعل الله بها كذلك حتى إذا أراد الله أن يأذن لها بالمسير قالت لتركبن إن شاء الله فتسير بسفنها وهي ألف سفينة لم توضع على البحر سفن مثلها قط فيسيرون حتى يمرون بأرض الروم فيفرع لهم الروم
ويقولون ما أنتم
فيقولون نحن أمة ندعا بالنصرانية نريد أمة حدثنا أنها قهرت الأمم فإما أن نبتزهم وإما أن يبتزونا
قال فتقول الروم فأولئك الذين أخربوا بلادنا وقتلوا رجالنا واختدموا أبناءنا ونساءنا فأمدونا عليهم فيمدوهم بخمسين وثلثماية سفينة فيسيرون حتى يرسوا بعكا ثم ينزلون عن سفنهم فيحرقونها
ويقولون هذه بلادنا فيها نحيا وفيها نموت فيأتي الصريخ أمام المسلمين وهم يومئذ في بيت المقدس
فيقول نزل عدو لا طاقة لكم بهم فيبعث بريدا إلى مصر وإلى العراق يستمدهم فيأتي بريدهم من مصر فيقول
قال أهل مصر نحن بحضرة العدو وإنما جاءكم عدوكم من قبل البحر ونحن على ساحل البحر فنقاتل عن ذراريكم ونخلي ذرارينا للعدو
ويقول أهل العراق نحن بحضرة عدو فنقاتل عن ذراريكم ونخلي ذرارينا للعدو
ويمر البريد الذي أتى من العراق بحمص فيجدوا من بها من الأعاجم قد أغلقوا على من بها من ذراري المسلمين وجاءهم الخبر أن العرب قد هلكوا فكذبوا بما جاءهم حتى يأتيهم الخبر بذلك ثلاث مرات
فيقول الوالي هل انتظر إلا أن تغلق كل مدينة بالشام على من فيها فيقوم في الناس فيحمد الله ويثنى عليه
فيقول بعثنا إلى إخوانكم أهل العراق وأهل مصر يمدونكم فأبوا أن يمدوكم ويكتم أمر حمص
ويقول لا مدد لكم إلا من قبل الله تعالى سيروا إلى عدوكم فيلتقون بسهل عكا والذي نفس كعب بيده لا يصبروا لأهل الشام كالتفاعك بثوبك حتى ينهزموا فيأتون الساحل فلا يجدون بها غوثا يغيثهم فلكأني أنظر إلى المسلمين يضربون أقفاهم في سهل عكا حتى يصلوا في جبل لبنان لا يفلت منهم إلا نحو من مائتي رجل يضلون في جبل لبنان حتى يلحقوا بجبال أرض الروم فينصرف المسلمون إلى حمص فيحاصرونها وليرمين إليكم منها برؤس تعرفونها لعله أن لا يكون إلا رأس أو رأسين فلتتركن منذ يومئذ خاوية ولا تسكن
يقولون كيف نسكن بقعة فضحت فيها نساؤنا
قال السيباني يجتمع تحت جميرات يافا إثنا عشر ملكا أدناهم صاحب الروم
1299 – حدثنا أبو المغيرة وبقية عن صفوان
عن كعب قال المنصور مهدي يصلي عليه أهل السماء والأرض وطير السماء يبتلي بقتال الروم والملاحم عشرين سنة ثم يقتل شهيدا في الملحمة العظمى هو وألفين معه كلهم أمير وصاحب راية فلم يصب المسلمون بمصيبة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم منها
1300 – حدثنا أبو داود سليمان بن داود حدثنا أرطاة بن المنذر قال
سمعت أبا عامر الألهاني يقول خرجت مع تبيع من باب الرستن
فقال يا أبا عامر إذا نسفت هاتان المزبلتان فأخرج أهلك من حمص
قال قلت فإن لم أفعل
قال فإذا دخلت أنطرسوس فقتل فيها ثلثمائة شهيد فأخرج أهلك من حمص
قال قلت فإن لم أفعل
قال فإذا جاء الجمل من الأندلس بألف قلع ثم فرقها بين الأقرع ويافا فأخرج أهلك من حمص
قلت وما الذي يصيبهم
قال يغلقها أعاجمها على ذراري المسلمين ونسائهم
قال ثم إنا تحوطنا حتى دخلنا دير مسحل فقال ترى هذا الخشب هو يومئذ مجانيق المسلمين
قلت كم بين رأس الجمل وأنطرسوس
قال لا يحل لها أن تكمل ثلاث سنين
ثم قال لي للروم ثلاث خرجات فهذه الأولى والأخرى يقبل جيش في البحر بألف قلع فيفرقونها لكل جند حصتهم ويتواعدون للخروج في يوم واحد فإذا كان ذلك اليوم خرج كل قوم إلى من يليهم من المسلمين ويحرقون سفنهم ويجعلون قلوعها خياما ثم يقاتلون ويشتد البلاء والقتال في الشام كلها لا يستطيع بعضهم يغلب بعضا ويحبس الله النصر ويسلط السلاح ويرزق الناس حتى يصير من شأن المسلمين أن يتحصنوا في المدائن ويحظر كتاب الروم في خلل المدائن وعند ذلك يغلق أعاجم حمص أبوابها على من فيها من ذراري المسلمين ونسائهم ويشتد القتال في أرض فلسطين أربعة أيام متوالية
وقال أبو الزاهرية إن شئت أخبرتك أول يوم من الأربعة وآخره فيفتح الله تعالى للمسلمين في اليوم الرابع وتهزم الروم ويتبعهم المسلمون يقتلونهم في كل سهل وجبل حتى يدخل بقايا الروم القسطنطينية ولا يلبثوا إلا يسيرا حتى يبعثوا إليكم يسألونكم الصلح
قال كعب فتصالحونهم على عشر سنين وفي ذلك الصلح تقطع المرأة الدرب آمنة وتغزون أنتم والروم من وراء خلف القسطنطينية إلى عدو لهم فتنصرون عليهم فإذا أنصرفتم ورأيتم القسطنطينية ورأيتم أنكم قد بلغتم أهاليكم وأهل صلحكم ثم تغزون أنتم وهم الكوفة فتعركونها عرك الأديم
ثم تغزون أنتم والروم أيضا بعض أهل المشرق فتنصرون عليهم فتسبون الذرية والنساء وتأخذون الأموال ثم إنكم تنزلون إذا قفلتم منزلا حتى تلوا قسمة غنائمكم
فتقول الروم أعطونا حظنا من الذراري والنساء
فيقول المسلمون إن هذا لا يسعنا في ديننا ولكن خذوا من سائر الأشياء
فتقول الروم لا نأخذ إلا من كل شيء
فيقول المسلمون إن هذا شيء لا تصلوا إليه أبدا
فيقول الروم إنما غلبتم بنا وبصليبنا
فيقول المسلمون بل نصر الله تعالى دينه
فبيناهم كذلك يتنازعون إذ رفعوا الصليب فيغضب المسلمون فيثب إليه رجل فيكسره فينحاز بعض القوم من بعض وكأن بينهم قتال يسير فينصرف الروم غضابا حتى يأتوا ملكهم
فيقولون إن العرب غدرت بنا ومنعونا حقنا وكسروا صليبنا وقتلوا فينا
فيغضب ملكهم غضبا شديدا ويجمع جمعا عظيما من الروم ويصالح من استطاع من الأمم فهذا أول الملحمة العظمى ثم يسيرون فينفر إليهم المسلمون وخليفتهم يومئذ اليماني . كان كعب يقول هو يماني وهو من قريش .
فيقتتلون في مقدم الأرض فيكون للروم السيف على المسلمين حتى يخرجوهم من معسكرهم وكذلك كلما التقوا يكون للروم الشف على المسليمن وكذلك يبلغ الأخبار حمص فلا يزالون كذلك حتى يعاين أهل حمص الغبرة والرهج فعند ذلك ينجفل أهل حمص الذراري والنساء ومن كان فيها من ضعفة الناس هاربين نحو دمشق فيموت ما بين حمص وثنية العقاب ألوف من الناس من الحفا والوغا يغني العطش حتى إن المرأة لتنشد كما ينشد الفرس ألا من رأى فلانة بنت فلان فيقول رجل يا عبد الله لقد رأيتها في مكان كذا وكذا قد عصبت قدمها بخمرها قد اختضبت دما
ويشتد القتال بين المسلمين والروم ويحبس النصر ويسلط السلاح بعضه على بعض فلا يتنبؤا عن شيء أصابه ويقتل خليفة المسلمين يومئذ في سبعين اميرا في يوم واحد
ويبايع الناس رجلا من قريش فلا يبقى صاحب فدان ولا عمود إلا لحق بالروم وتلحق قبائل بأسرها وراياتها بالروم ويصبر المسلمون إلى أن تلحق فرقة بالكفر وتقتل فرقة وتفر فرقة وتنصر فرقة
ثم تقول الروم يا معشر العرب إن قد علمنا أنكم قد كرهتم قتالنا هلموا سلموا إلينا من كان أصله منا والحقوا بأرضكم ومواليكم
فتقول العرب للروم هاهم قد سمعوا ما تقولون فهم أعلم
فعند ذلك يغضب الموالي وهي حمية الموالي التي كانت تذكر
فيقول الموالي للعرب أظننتم أن في أنفسنا من الإسلام شيء فيبايعون رجلا منهم ثم ينحازون فيقاتلون من ناحيتهم ويقاتل العرب من ناحية
فينزل الله نصره ويهلك ملك الروم عند ذلك وينهزم الروم فيقوم رجال على سروجهم عن متون خيولهم فينادون بالصوت العوالي يا معشر المسلمين إن الله لن يرد هذا الفتح أبدا حتتى تكونوا أنتم تنصرفون عنه
ويلحقهم المسلمون ويقتلونهم في كل سهل وجبل لا يحل لمطمورة أن تمتنع ولا مدينة حتى ينزلوا القسطنطينية ويوافي المسلمين عند ذلك أمة من قوم موسى يشهدون الفتح معهم. يكبر المسلمون من ناحية منها فينصدع الحائط فيقع وينهض الناس فيدخلون القسطنطينية
فبيناهم يحرزون أموالها وسبيها إذ تقع نار من السماء من ناحية المدينة فإذا هي تلتهب فيخرج المسلمون بما قد أصابوا حتى ينزلوا الفرقدونه
فبيناهم يقتسمون ما أفاء الله عليهم إذ سمعوا أن الدجال قد خرج بن ظهري أهليكم فينصرفون فيجدون الخبر باطلا
فيلحقون ببيت المقدس فتكون معقلهم إلى خروج الدجال
1301 – حدثنا أبو المغيرة عن أبي بكر
عن أبي الزاهرية قال تنتهي الروم إلى دير بهرا فعند ذلك يكون الجفلة لا يجاوزونها إلى حمص ثم يرجع إليهم المسلمون فيهزمهم الله تعالى
1302 – حدثنا بقية وعبد القدوس عن صفوان عن شريح بن عبيد
عن كعب أنه قال لمعاوية بن أبي سفيان ليغشين الناس بحمص أمر يفزهم من الجفلة حتى يخرجوا منها مبادرين قد تركوا دنياهم خلفهم حتى إن المرأة لتخرج تتبعها جارتها حتى تنزع رداءها تقول أين أين وحتى يموت منهم ما بين دمشق إلى ثنية العقاب سبعون ألفا من العطش وحتى إن الرجل ليظل ينشد أهله بالغوطة من رآها من أحسها
فيقول القائل قد رأيتها في حاملة ولدها على عاتقها عاصبة ساقيها بخمارها لا أدري ما فعلت بعد
فكيف بكم يا أهل حمص إذا كان ما خف من نسائكم رحلتم بهن بين أيديكم وما ثقل منهن كان لعدوكم فلما سمع الناس هذا الحديث في ذلك الزمان كانوا إذ رأوا المرأة المثقلة لعنوها بلعنة الله
1303 – حدثنا بقية وأبو المغيرة عن صفوان عن شريح بن عبيد
عن كعب قال ينزل ملك االروم ديربهرا فتكون عندها معركة حتى يبلغ الدم الحجر الأبيض العظيم الأبرص
1304 – قال صفوان وحدثني الأزهر بن راشد الكندي عن سليم بن عامر الخبائري
عن كعب قال يهلك ما بين حمص وثنية العقاب سبعون ألفا من الوغا فمن أدرك ذلك منكم فعليه بالطريق الشرقية من حمص إلى سربل ومن سربل إلى الحميراء ومن الحميراء إلى الدخيرة ومن الدخيرة إلى النبك ومن النبك إلى القطيفة ومن القطيفة إلى دمشق فمن أخذ هذه الطريق لم يزل في مياه متصلة
1305 – قال صفوان وأخبرني أبو الزاهرية
عن كعب قال لا تزالوا بخير مالم يركب أهل الجزيرة أهل قنسرين وأهل قنسرين أهل حمص فإذا كان ذلك فحينئذ تكون الجفلة ويفزع الناس إلى دمشق
1306 – وحدثنا أبو ايوب عن أرطاة عن ابي الزاهرية عن كعب مثله
1307 – وحدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح
عن أبيه قال قال لي أبي بني إنا كنا نتحدث أن قوما ستحبسهم عيالاتهم على المهالك
1308 – قال ضمرة وأخبرنا ابن شوذب عن شهر بن حوشب
عن عبد الله بن عمرو قال ستكون هجرة بعد هجرة يجتاز أهل الأرضين إلى مهاجر إبراهيم عليه السلام حتى لا يبقى في الأرض إلا شرار أهلها
1309 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن عبد الله بن عمرو قال إذا سمعت على المنبر من عبد الله إلى عبد الله فاخرج من مصر
1310 – حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن أبي التياح عن خالد ابن سبيع
عن حذيفة قال قلت يا رسول الله الدجال قبل أو عيسى بن مريم
قال الدجال ثم عيسى ثم لو أن رجلا أنتج فرسا لم يركب مهرها حتى تقوم الساعة
1311 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو قال ليأتين على الناس زمان يتمنى فيه المرء لو أنه في فلك مشحون هو وأهله يموج بهم في البحر من شدة ما في الأرض من البلاء
1312 – حدثنا ابن وهب عن يونس عن الزهري عن عبد الملك ابن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام حدثه أن أباه أخبره
أن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال يوشك أن يغلب على الدنيا لكع بن لكع
ما بقي من الأعماق وفتح القسطنطينية
1313 – حدثني أبو أيوب عن أرطاة عن شريح عن كعب
وبقية بن الوليد وأبو المغيرة عن صفوان بن عمرو حدثنا شريح بن عبيد قال
سمعت كعب الحبر يقول سميت القسطنطينية بخراب بيت المقدس فتعززت وتجبرت فدعيت المستكبرة وقالت يكون عرش ربي بني على الماء فقد بنيت على الماء فوعدها الله تعالى العذاب قبل يوم القيامة فقال لأنزعن حليك وحريرك وخميرك ولأتركنك لا يصيح فيك ديك ولا أجعل لك عامرا إلا الثعالب ولا نباتا إلا الحجارة والينبوت ولأنزلن عليك ثلاث نيران نار من زفت ونار من كبريت ونار من نفط ولأتركنك جلحاء قرعاء لا يحول بينك وبين السماء شيء وليبلغن صوتك ودخانك وأنا في السماء فإنه طال ما أشرك بالله تعالى فيها وعبد غيره وليقترعن فيها بجوار ما يكدن يرين الشمس من حسنهن فلا يعجزن من بلغ منكم أن يمشي منكم إلى بيت بلاط ملكهم فإنكم ستجدون فيه كنز إثني عشر ملكا من ملوكهم كلهم يزيد فيه ولا ينقص منه على تماثيل بقر أو خيل من نحاس يجري على رؤسها الماء فليقتسمن كنوزها كيلا بالأترسة وقطعا بالفؤس فإنكم منه على ذلك حتى يعجلكم النار التي وعدها الله فتحتملون ما استطعتم من كنوزها حتى تقتسموه بالفرقدونه فيأتيكم آت من قبل الشام إن الدجال قد خرج فترفضون ما في أيديكم فإذا بلغتم الشام وجدتم الأمر باطلا وإنما هي نفجة كذب
وقال أبو أيوب نفجة وقال في الفرقدونه وقال لا يقوم رجل من بيته إلى جدار من جدرك يبول عليك
1314 – قال صفوان وحدثني شريح بن عبيد وسليم بن عامر الجبائرين
أن كعبا كان يقول إذا كانت الملحمة العظمى ملحمة الروم هربت منكم ثلة فلحقت بالعدو خرجت ثلة أخرى فأسلموكم خسف الله ببعضهم وبعث على من بقي منهم طيرا يخطف أبصارهم ثم تبقى الثلة الباقية فيا عباد الله من أدرك ذلك منكم فغلبته نفسه على الجبن فليدخل تحت إكافة أو يمسك بعمود فسطاطه وليصبر فإن الله تعالى ناصر الثلة الباقية وذلكم حين يستضعفكم الروم ويطمعون فيكم
يقول صاحب الروم إذا أصبحتم فاركبوا على ذات حافر من الدواب ثم أوطؤهم وطئة واحدة لا يذكر هذا الدين في الأرض أبدا يعني الإسلام
قال فيغضب الله تعالى عند ذلك حتى يكون في السماء الرابعة وفيها سلاح الله وعذابه فيقول لم يبق إلا أنا وديني الإسلام وأهل اليمن قيس لأنصرن عبادي اليوم ويد الله بين الصفين إذا أمالها على قوم كانت الدبرة عليهم فيا أهل اليمن لا تبغضوا قيسا ويا قيس أحبوا اهل اليمن فإن قيسا من خيار الناس أنفسا وأخلاقا والذي نفس كعب بيده لا يجالد عن دين الإسلام يومئذ إلا أنتم يا أهل اليمن وقيس وقيس يومئذ يقتلون الأعداء ولا يقتلون والأزد يقتلون الأعداء ويقتلون أو قال ولا يقتلون ولخم وجذام يقتلون الأعداء ولا يقتلون
1315 – قال صفوان وأخبرني شريح بن عبيد وأبو المثنى
عن كعب قال تفتح القسطنطينية على يدي ولد سبأ وولد قاذر
1316 – حدثنا بقية عن صفوان عن شريح بن عبيد
عن كعب قال تكون وقعة بيافا يقاتلهم المسلمون تقع الأربعاء والخميس والجمعة والسبت والأحد ثم يفتح الله للمسلمين يوم الإثنين
قال صفوان فسألت عن ذلك خالد بن كيسان فقال حدثني أبي قال إذا هزم الله الروم من يافا, ساروا حتى يجتمعوا بالأعماق فتكون الملحمة ملحمة الأعماق
1317 – حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن شريح بن عبيد
عن كعب قال ستعمر قيسارية الروم حتى يقسم المسلمون مرجها بالحبال والأذرع حتى تخرج المرأة تريد بيت المقدس آمنة على حميرها يتبعها كلبها تسأل أي الدروب أقرب إلى بيت المقدس لا تخاف شيئا ويأمن الناس وتلقى العصى
1318 – حدثنا بقية عن صفوان عن حاتم بن حرب
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال لتخرجنكم الروم كفرا كفرا حتى يوردونكم [ لخماو ] جذام حتى يجعلونكم في طنبوب من الأرض
1319 – حدثنا بقية حدثنا عبد القدوس عن صفوان عن عامر ابن عبد الله أبي اليمان الهوزني
عن كعب قال إن الله تعالى يمد أهل الشام إذا قاتلهم الروم في الملاحم بقطيعتين دفعة سبعين ألفا ودفعة ثمانين ألفا من أهل اليمن حمائل سيوفهم المسد
يقولون نحن عباد الله حقا حقا نقاتل أعداء الله رفع الله عنهم الطاعون والأوجاع والأوصاب حتى لا يكون بلد أبرأ من الشام ويكون ما كان في الشام من تلك الأوجاع والطاعون في غيرها
قال كعب وإن بالمغرب لحمل الضان ملك من ملوكهم يعد لأهل الشام ألف قلع وكلما أعدها بعث الله عليها قاصفا من الريح حتى يأذن الله بخروجها فترسى ما بين عكا والنهر فيشغلوا كل جندان يمد جندا
فسألته أي نهر هو
قال مهراق الأرنط نهر حمص ومهراقة ما بين الأقرع إلى المصيصة
1320 – حدثنا بقية وأبو المغيرة عن بشير بن عبد الله بن يسار قال
أخذ عبد الله بن بسر المزني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني فقال يا ابن أخي لعلك تدرك فتح قسطنطينية فإياك إن أدركت فتحها أن تترك غنيمتك منها فإن بين فتحها وبين خروج الدجال سبع سنين
1321 – ضمرة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني قال
لتضربن الروم النواقيس ببيت المقدس أربعين يوما حتى يلتقي بشر المسلمين وبشر الروم بجبل طور زيتا ثم تكون الدبرة للمسلمين على الروم فيخرجونهم إلى باب أريحاء ثم يخرجونهم من باب داود فلا يزال يقتلونهم حتى يبلغوا بهم البحر فتسمى فيما بينهم وبين بيت المقدس أودية الجيف إلى يوم القيامة
1322 – حدثننا رشدين عن ابن لهيعة والليث بن سعد عن أبي قبيل
عن غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون بين المسلمين وبين الروم هدنة على أن يبعث المسلمون إليهم جيشا يكون بالقسطنطينية غوثا لهم فيأتيهم عدو من ورائهم يقاتلونهم فيخرج إليهم المسلمون والروم معهم فينصرهم الله عليهم ويهزمونهم ويقتلونهم
فيقول قائل من الروم غلب الصليب
ويقول قائل من المسلمين بل الله غلب
فيتراجع القوم ذلك بينهم فيقوم المسلم إلى الرومي فيضرب عنقه فتنتكث الروم حتى إذا رجعوا إلى القسطنطينية وأمنوا قتلوهم وهم آمنون فإذا قتلوهم عرفوا أن المسليمن سيطلبونهم بدمائهم فيخرج الروم على ثمانين غياية تحت كل غياية إثنا عشر ألفا
قال أبو قبيل فإذا جاءت الروم لم يكن للناس بعدهم قوام ومعهم يومئذ الترك وبرجان والسقالبة
1323 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ملك العتيقان عتيق العرب وعتيق الروم كانت على أيديهما الملاحم
1324 – حدثنا أبو المغيرة عن أرطاة بن المنذر عن المهاجر بن حبيب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخامس من آل هرقل الذي يكون على يديه
الملاحم وقد يملك هرقل ثم ابنه من بعده قسطة بن هرقل ثم ابنه قسطنطين بن قسطة ثم ابنه اصطفار بن قسطنطين ثم خرج ملك الروم من آل هرقل إلى لبون وولده من بعده وسيعود الملك من الخامس من آل هرقل الذي تكون على يديه الملاحم
1325 – حدثنا مسلمة بن علي الدمشقي عن عبد الله بن السائب عن أبي مدلج
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير قتلى قتلت تحت ظل السماء مذ خلق الله تعالى خلقه أولهم هابيل الذي قتله قابيل اللعين ظلما ثم قتلى الأنبياء الذين قتلهم أممهم المبعوثة إليهم حين قالوا ربنا الله ودعوا إليه ثم مؤمن آل فرعون ثم صاحب ياسين ثم حمزة بن عبد المطلب ثم قتلى بدر ثم قتلى أحد ثم قتلى الحديبية ثم قتلى الأحزاب ثم قتلى حنين ثم قتلى تكون من بعدي يقتلهم خوارج مارقة فاجرة ثم أرجع يدك إلى ما شاء الله من المجاهدين في سبيله حتى تكون ملحمة الروم قتلاهم كقتلى بدر ثم تكون ملحمة الترك قتلاهم كقتلى يوم أحد ثم ملحمة الدجال قتلاهم كقتلى يوم الحديبية ثم ملحمة يأجوج ومأجوج قتلاهم كقتلى يوم الأحزاب ثم ملحمة الملاحم قتلاهم كقتلى يوم حنين ثم لا يكون بعد ذلك ملحمة في الإسلام لأهلها فيها إلى يوم ينفخ في الصور
1326 – حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال
إذا افتتحتم رومية فادخلوا كنيستها العظمى الشرقية من بابها الشرقي فاعتدوا سبع بلاطات ثم اقتلعوا الثامنة فإن تحتها عصى موسى والإنجيل طرية وحلي بيت المقدس
1327 -حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن عبد الله بن عمرو قال يفتح القسطنطينية رجل اسمه اسمي
1328 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي فراس
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال تغزون القسطنطينية ثلاث غزوات فأما غزوة واحدة فتلقون بلاء وشدة والغزوة الثانية يكون بينكم وبينهم صلح حتى يبتني فيها المسلمون المساجد ويغزون معهم من وراء القسطنطينية ثم يرجعون إليها والغزوة الثالثة يفتحها الله لكم بالتكبير فتكون على ثلاث أثلاث يخرب ثلثها ويحرق ثلثها ويقسمون الثلث الباقي كيلا
1329 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل ويسير بن عمرو
قالا ألأسكندرية وملاحم الأعماق على يدي طبارس بن أسطبيان بن الأخرم بن قسطنطين بن هرقل قال وسمعت أنه برومية
1330 – حدثنا ابو وهب ورشدين جميعا عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن حيوئل بن شراحيل قال
سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إن أهل الأندلس يأتون في البحر وإن طول سفنهم في البحر خمسين ميلا وعرضها ثلاثة عشر ميلا حتى ينزلوا في الأعماق
وقال ابن وهب البر والبحر
1331 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رجلا من أعداء المسلمين بالأندلس يقال له ذو العرف يجمع من قبائل الشرك جمعا عظيما يعرف من بالأندلس من المسلمين أن لا طاقة لهم بهم فيهرب من بها من المسلمين فيسير أهل القوة من المسلمين في السفن إلى طنجة ويبقى ضعفاؤهم وجماعتهم ليس لهم سفن يجيزون فيها
قال فيبعث الله لهم وعلا فييسر الله تعالى لهم في البحر طريقا فيجيزوه فيفطن له الناس فيتبعون الوعل ويجيزون على أثره ثم يعود البحر على ما كان عليه قبل ذلك ويجيز العدو في المراكب في طلبهم فإذا علم بهم أهل إفريقية خرجوا ومن كان بالأندلس من المسلمين حتى يقدموا مصر ويتبعهم العدو حتى ينزلوا ما بين مريوط إلى الأهرام مسيرة خمسة أبرد فتخرج إليهم راية المسلمين فينصرهم الله عليهم فيهزمونهم ويقتلونهم إلى لوبية مسيرة عشر ليال قتلا فينقل أهل مصر أمتعاتهم بعجلهم وأداتهم سبع سنين فيهرب ذو العرف ومعه كتاب كتب له ألا ينظر فيه حتى يقدم مصر فينظر فيه وهو منهزم فيجد فيه ذكر الإسلام ويؤمر بالدخول فيه فيسأل الأمان على نفسه وعلى من أجابه إلى الإسلام من أصحابه فيسلم ويصير من المسلمين
فإذا كان من العام الثاني أقبل من الحبشة رجل يقال له أسيس أو أسبس وقد جمع جمعا عظيما فيهرب المسلمون منهم من اسوان حتى لا يبقى بها ولا فيما دونها أحد من المسلمين إلا قدم الفسطاط وتسير الحبشة
حتى ينزلوا منف فيخرج إليهم المسلمون براياتهم فينصرهم الله عليهم فيقاتلونهم ويأسرونهم فيباع الأسود يومئذ بعباءة
1332 – حدثنا الوليد وابن وهب ورشدين عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن أبي محمد الجنبي
سمع عبد الله بن عمرو يقول ليلحقن من العرب بالروم قبائل بأسرها
قلت وما أسرها
قال برعاتها وكلابها
فقال له سليم بن عتر إن شاء الله يا أبا محمد فقام مغضبا
فقال قد شاء الله وكتبه
1333 – حدثنا الوليد عن الحارث بن عبيدة عن عبد الرحمن بن سلمان
عن عبد الله بن عمرو قال إذا عبدت ذو الخلصة كان ظهور الروم على الشام
1334 – حدثنا الوليد عن عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين
1335 – حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن ابن حلبس
عن كعب قال لولا لغط أهل رومية لسمعتم وجبة الشمس إذا وجبت
1336 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن تبيع
عن كعب قال أول مدينة كانت للنصرانية رومية ولولا كفر أهلها لسمع أهلها صليل الشمس حين تخر
1337 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عمير بن مالك
عن عبد الله بن عمرو قال فتح القسطنطينية ثم تغزون رومية فيفتحها الله عليكم
قال أبو قبيل ويلي إفريقية رجل من أهل اليمن يدعى محمد بن سعيد يكون بعده رجل من بني هاشم يقال له إصبع بن يزيد وهو صاحب رومية وهو الذي يفتحها
1338 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة
عن شيخ من حمير قال ليكونن لكم من عدوكم بهذه الرملة رملة إفريقية يوم تقبل الروم في ثمان مائة سفينة فيقاتلونكم على هذه الرملة
ثم يهزمهم [ الله ] فتأخذون سفنهم فتركبوا بها إلى رومية فإذا أتيتموها كبرتم ثلاث تكبيرات ويرتج الحصن من تكبيركم فينهار في الثالثة قدر ميل فيدخلونها فيرسل الله عليهم غمامة تغشاهم فلا تنهنهكم حتى يدخلونها فلا تنجلي تلك الغبرة حتى تكونوا على فرشهم
1339 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة قال حدثنا أبو المغيرة عبيد الله بن المغيرة
عن عبد الله بن عمرو قال الملاحم خمس مضى منها ثنتان وبقي ثلاث فأولهن ملحمة الترك بالجزيرة وملحمة الأعماق وملحمة الدجال ليس بعدها ملحمة
1340 – حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة وليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أبي سلمة
عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال ينشأ في الروم غلام يشب في السنة شباب الغلام في عشر سنين ويكون بأرض الروم تملكه الروم في أنفسها فيقول حتى متى وقد غلبنا هؤلاء على مكان من أرضنا لأخرجن فلأقاتلنهم حتى أغلبهم على ما غلبوا أو يغلبوني على ما بقي تحت قدمي فيخرج في سبعة آلاف سفينة حتى يكون بين عكا والعريش ثم يضرم النار في سفنه فيخرج أهل مصر من مصر وأهل الشام من الشام حتى يصيروا إلى جزيرة العرب فذلك اليوم الذي كان أبو هريرة يقول ويل للعرب من شر قد أقترب للحبل والقتب يومئذ أحب إلى الرجل من أهله
وماله فتستعين العرب بأعرابها ثم يسيرون حتى يبلغوا أعماق أنطاكية فتكون أعظم الملاحم حتى تخوض الخيل إلى ثننها ويرفع الله النصر عن كل
حتى تقول الملائكة يا رب ألا تنصر عبادك المؤمنين
فيقول حتى يكثر شهداؤهم
فيقتل ثلث ويرجع ثلث ويصبر ثلث فيخسف الله بالثلث الذي يرجع
وتقول الروم لا نزال نقاتلكم حتى تخرجوا إلينا كل بضعة فيكم من غيركم فتخرج العجم فتقول معاذ الله أن نخرج إلى الكفر بعد الإسلام فذلك حين يغضب الله تعالى فيضرب بسيفه ويطعن برمحه فلا يبقى منهم مخبر إلا قتل ثم يمضون على وجوههم لا يمرون على مدينة إلا فتحوها بالتكبير حتى يأتوا مدينة الروم فيجدون خليجها بطحاء فيفتحها الله تعالى عليهم فيفتض يومئذ كذا وكذا عذراء وتقسم الغنائم مكايلة بالغرائر ثم يأتيهم أن المسيح قد خرج فيقبلون حتى يلقوه ببيت أيلياء فيجدونه قد حضر هنالك ثمانية آلاف امرأة واثنى عشر ألف مقاتل هم خير من بقى كصالح من مضى فبيناهم تحت ضبابة من غمائم إذ تكشفت عنهم الضبابة مع الصبح فإذا بعيسى ابن مريم عليه السلام بين ظهرانيهم
1341 – حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن كعب بن علقمة قال سمعت أباتيم أو أبا تميم يقول
سمعت ابن أبي ذر يقول سمعت أبا ذر رضى الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون من بني أمية رجل أخنس بمصر يلي
سلطانا يغلب على سلطانه أو ينتزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام فذلك أول الملاحم
1342 – قال كعب وحدثني مولى لعبد الله بن عمرو
عن عبد الله بن عمرو سمعه يقول إذا رأيت أو سمعت برجل من أبناء الجبابرة بمصر له سلطان يغلب على سلطانه ثم يفر إلى الروم فذلك أول الملاحم يأتي بالروم إلى أهل الإسلام
فقيل له إن أهل مصر سيسبون فيما أخبرنا وهم إخواننا أحق ذلك
قال نعم إذا رأيت أهل مصر قد قتلوا إماما بين أظهرهم فأخرج إن استطعت ولا تقرب القصر فإنه بهم يحل السباء
1343 – حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن حدير بن كريب عن جبير بن نفير عن يزيد بن شريح
عن كعب قال في فتح رومية يخرج جيش من المغرب بريح شرقية لا ينكسر لهم مقذاف ولا ينقطع لهم حبل ولا ينحرق لهم قلع ولا تنتقص لهم قربة حتى يرسوا برومية فيفتحونها
قال كعب إن فيها لشجرة هي في كتاب الله مجلس ثلاثة آلاف فمن علق فيها سلاحه أو ربط فيها فرسه فهو عند الله تعالى من أفضل الشهداء
قال كعب تفتح عمورية قبل نيقية ونيقية قبل القسطنطينية والقسطنطينية قبل رومية
1344 – حدثنا ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن أبي قبيل
سمع عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما يقول كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسئل أي المدينتين تفتح أول رومية أو قسطنطينية
قال النبي صلى الله عليه وسلم مدينة ابن هرقل أول يعني القسطنطينية
1345 – حدثنا ابن وهب عن قباث بن رزين اللخمي أن علي بن رياح حدثه
عن عبد الله بن عمرو قال تقوم الساعة والروم أكثر الناس وكان عمرو بن العاص أراد أن ينتهره
ثم قال عمرو لئن قلت ذاك إنهم لأجبر الناس عند مصيبة وأسرعه إفاقة بعد هزيمة وخيره لكبير وضعيف وأمنعه من ظلم الملوك
1346 – حدثنا ابن وهب عن عاصم بن حكيم عن يحيى بن أبي عمرو السيباني
عن ابن محيريز قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد الروم ذات القرون كلما ذهب قرن خلفهم قرن مكانه أصحاب صخر وبحر هيهات هيهات إلى آخر الدهر هم أصحابكم ما كان في العيش خير
1347 – حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي قبيل قال
الذي يفتح القسطنطينية اسمه اسم نبي
قال ابن لهيعة ويروي في كتبهم يعني الروم أن اسمه صالح
1348 – حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن قيس بن الحجاج عن خيثم الزيادي
قال تفتح رومية بحبال بيسان وخشب لبنان ومسامير مريس وتأخذون سكينة التابوت فيقترع عليها أهل الشام وأهل مصر فتطير لأهل مصر
1349 – حدثنا ابن وهب عن عبد الرحمن بن شريح عن عبد الكريم بن الحارث قال
قال المستورد القرشي رضى الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس
فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك إنك تقولها عن النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له المستورد قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عمرو لئن قلت ذلك إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأخبر الناس عند مصيبة وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم
1350 – حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن حدير بن كريب
عن كعب قال الملاحم على يدي رجل من أهل هرقل الرابع والخامس يقال له طبارة
قال كعب وأمير الناس يومئذ رجل من بني هاشم يأتيه مدد اليمن سبعون ألفا حمائل سيوفهم المسد
1351 – حدثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير بن نفير عن أبيه
عن أبي ثعلبة الخشني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنه قال إذا رأيت الشام مأدبة أو مائدة ورجل وأهل بيته فعند ذلك فتح القسطنطينية
وأظن ابن وهب قال مائده
1352 – حدثنا ابن وهب عن عاصم بن حكيم عن عمرو بن عبد الله
عن كعب قال ذكر سول الله صلى الله عليه وسلم الملحمة فسمي الملحمة من عدد القوم وأنا أفسرها لكم إنه يحضرها إثنا عشر ملكا ملك الروم أصغرهم وأقلهم مقاتلة ولكنهم كانوا هم الدعاة وهم دعوا تلك الأمم واستمدوا بهم
وحرام على أحد يرى عليه حقا للإسلام أن لا ينصر الإسلام يومئذ وليبلغن مدد المسلمين يومئذ صنعاء الجند
وحرام على أحد يرى عليه حقا للنصرانية أن لا ينصرها يومئذ ولتمدنهم يومئذ الجزيرة بثلثين ألف نصراني فيترك الرجل فدانه يقول أذهب أنصر النصرانية
ويسلط الحديد بعضه على بعض فما يضر رجلا يومئذ كان معه سيف لا يجدع الأنف ألا يكون مكانه الصمصامة لا يضع سيفه يومئذ على درع ولا غيره إلا قطعه
وحرام على جيش أن يترك النصر ويلقى الصبر على هؤلاء وعلى هؤلاء ويسلط الحديد بعضه على بعض ليشتد البلاء
فيقتل يومئذ من المسلمين ثلث ويفر ثلث فيقعون في مهيل من الأرض يعني هوي لا يرون الجنة ولا يرون أهليهم أبدا ويصبر ثلث فيحرسونهم ثلاثة أيام لا يفرون فر أصحابهم فإذا كان يوم الثالث
قال رجل منهم يا أهل الإسلام ما تنتظرون قوموا فادخلوا الجنة كما دخلها إخوانكم فيومئذ ينزل الله تعالى نصره ويغضب لدينه ويضرب بسيفه ويطعن برمحه ويرمي بسهم لا يحل لنصراني أن يحمل بعد ذلك اليوم سلاحا حتى تقوم الساعة ويضرب المسلمون أقفاهم مدبرين لا يمرون بحصن إلا فتح ولا مدينة إلا فتحت
حتى يردوا القسطنطينية فيكبرون الله ويقدسونه ويحمدونه فيهدم الله ما بين إثني عشر برجا ويدخلها المسلمون فيومئذ يقتل مقاتلتها وتفتض عذراها ويأمرها الله فيظهر كنوزها فآخذ وتارك فيندم الآخذ ويندم التارك
قالوا وكيف يجتمع ندامتهما
قال يندم الآخذ أن لا يكون ازداد ويندم التارك ألا يكون أخذ
قالوا إنك لترغبنا في الدنيا في آخر الزمان
قال إنه يكون ما أصابوا منها عونا لهم على سنين شداد وسنين الدجال
قال ويأتيهم آت وهم فيها فيقول خرج الدجال في بلادكم
قال فينصرفون حيارى فلا يجدونه خرج فلا يلبث إلا قليلا حتى يخرج
1353 – حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
قال اجتمع أبو فراس مولى عمرو بن العاص وموسى بن نصير وعياض بن عقبة وذكروا فتح القسطنطينية وذكروا المسجد الذي يبنى فيها
فقال أبو فراس إني لأعرف الموضع الذي يبنى فيه
وقال موسى بن نصير إني لأعرف ذلك الموضع
فقال عياض بن عقبة يضع كل واحد منكما حديثه في أذني فأخبراه
فقال أصبتما كلاكما
قال أبو فراس سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إنكم ستغزون القسطنطينية ثلاث غزوات
فأما أول غزوة فتكون بلاء
وأما الثانية فتكون صلحا حتى يبني المسلمون فيها مسجدا ويغزون من وراء القسطنطينية ثم يرجعون إلى القسطنطينية
وأما الثالثة فيفتحها الله عليكم بالتكبير فيخرب ثلثها ويحرق الله ثلثها وتقسمون الثلث الباقي كيلا
1354 – حدثنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن عمير ابن مالك قال
كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص بالأسكندرية يوما فذكروا فتح القسطنطينية ورومية
فقال بعض القوم تفتح القسطنطينية قبل رومية
وقال بعضهم تفتح رومية قبل القسطنطينية فدعا عبد الله بن عمرو بصندوق له فيه كتاب
فقال تفتح القسطنطينية قبل رومية ثم تغزون رومية بعد القسطنطينية فتفتحونها وإلا فأنا عبد الله من الكاذبين يقولها ثلاث مرات
1355 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن يزيد بن زياد الأسلمي وكان من الصحابة أن ابن مورق يعني ملك الروم يأتي في ثلثمائة سفينة حتى يرسى بسرسنا
1356 – قال ابن لهيعة وأخبرني بشير
عن عبد الله بن عمرو قال
الملحمة والأسكندرية على يدي طبارس بن أسطينان بن الأخرم إذا نزل مركب بالمنارة لم ينتصف النهار حتى يأتيكم أربع مائة مركب ثم أربع مائة حتى ينزلوا عند المنارة
1357 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ملك العتيقان عتيق العرب وعتيق الروم كانت على أيديهما الملاحم
1358 – قال ابن لهيعة حدثني كعب بن علقمة قال سمعت أبا النجم يقول
سمعت أبا ذر رضى الله عنه يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون من بني أمية رجل أخنس بمصر يلي سلطانا فيغلب على سلطانه أو ينزع منه فيفر إلى الروم فيأتي بالروم إلى أهل الإسلام فذلك أول الملاحم
1359 – قال ابن لهيعة وحدثني سعيد بن عبد الله المرادي قال
سمعت عروة بن أبي قيس يقول إن رجلا من بني أمية لو شئت نعته حتى إذا رؤي بنعته عرف يفر إلى الروم من غضبه يغضبها يغلب على سلطانه بمصر أو ينتزع منه فيأتي بالروم إليهم
1360 – قال ابن لهيعة وحدثني قيس بن الحجاج قال سمعت خثيما الزيادي يقول
سمعت تبيعا يقول وسألته عن رومية
فقال إذا رأيت الجزيرة التي بالفسطاط بني فيها سفنا أو قال سفينة خشبها من لبنان وحبالها من ميسان ومساميرها من مريس ثم أمر بجيش فاغزوا فيها لا ينقطع لهم حبل ولا ينكسر لهم عمود فإنهم يفتتحون رومية ويأخذون تابوت السكنية فيتنازع التابوت أهل الشام وأهل مصر ايهم يردها إلى إيلياء ثم يستهموا عليها فيصيب أهل مصر بسهمهم فيردونها إلى إيلياء
قال وسألته عن القسطنطينية
فقال يغزونها رجال يبكون ويتضرعون إلى الله تعالى فإذا نزلوا بها صاموا ثلاثة أيام ويدعون الله ويتضرعون إليه فيهدم الله جانبها الشرقي فيدخلها المسلمون ويبنون فيها المساجد
1361 – قال ابن لهيعة حدثني بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن ربيعة بن الفارسي قال
يسير منكم جيش إلى رومية فيفتتحونها ويأخذون حلية بيت المقدس وتابوت السكينة والمائدة والعصى وحلة آدم فيؤمر على ذلك غلام شاب فيردها إلى بيت المقدس
1362 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة أن جندبا حدثه عن الحارث بن حرمل قال
سمعت عبد الله بن عمرو يقول لتخفقن جعاب الروم في أزقة إيلياء قال قلت لعبد الله بن عمرو ليس قد أخربت مرة
قال نعم حتى لا يكون لهم من الريف مجرى سكة
قال يقول الروم حتى متى يأكل هؤلاء من أطراف ريفكم
قال فيقوم خطباؤكم فيقول بعضكم اصبروا واستأخروا عن عدوكم حتى تروا رأيكم ويقول بعضكم بل تقدموا عليهم حتى يقضي الله بيننا وبينهم فيذهب منكم طائفة ويقبل إليهم طائفة فيقتتلون بوادي فيه نهر ماء فقلت أنا قد عرفت الوادي فليس فيه ماء إلا أن به نهرا
قال إذا شاء الله أن يظهره أظهره قال فيهزمهم الله
قال فيسيرون لا يردهم أحد وتغلوا البغال يومئذ غلاء لم تغل قط ولا تغلوا أبدا حتى يبلغوا المدينة وقد ذهب النهار منها بطائفة ويبقى طائفة فيفتحونها ويأخذ كل قوم على جهتهم
1363 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن عياش بن عباس عن يزيد بن قوذر عن أبي صالح
عن تبيع قال الذي يهزم الروم يوم الأعماق هو خليفة الموال
1364 – حدثنا الوليد عن معاوية بن يحيى عن أرطاة بن المنذر عن حكيم بن عمير عن تبيع
عن كعب قال ثم يبعث الروم يسألونكم الصلح فتصالحونهم فيومئذ تقطع المرأة الدرب إلى الشام آمنة وتبنى مدينة قيسارية التي بأرض الروم
1365 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن رجل عن يزيد بن قوذر عن أبي صالح
عن تبيع قال بين خراب روذس وبين خروج الهاشمي سبعين سنة
1366 – حدثنا رشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل
عن عبد الله عمرو رضى الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ملك العتيقان عتيق العرب وعتيق الروم كانت على أيديهما الملاحم
1367 – حدثنا يحيى بن اليمان عن سفيان عن علي بن الأقمر
عن عكرمة أو سعيد بن جبير في قوله تعالى لهم في الدنيا خزي قال مدينة تفتح بالروم
1368 – حدثنا بقية بن الوليد وأبو المغيرة عن صفوان بن عمرو عن أبي المثنى الأملوكي
عن كعب في قوله تعالى فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا الآية قال سبطان من أسباط بني إسرائيل يقتلون يوم الملحمة العظمى فينصرون الإسلام وأهله ثم قرأ كعب وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا الآية
1369 – حدثنا ابو المغيرة عن بشير بن عبد الله بن يسار عن أشياخه
عن كعب قال في فلسطين وقعتان في الروم تسمى إحداهما القطاف والأخرى الحصاد
1370 – حدثنا عبد القدوس عن ابن عياش عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي الغيث
عن أبي هريرة قال يفتتحون رومية حتى يعلق أبناء المهاجرين سيوفهم رومية فيقفل القافل من القسطنطينية فيرى أنه قد قفل
1371 – قال ابن عياش وحدثني سعيد بن يزيد العبسي عن عبد الملك بن عمير قال سمعت الحجاج بن يوسف يقول
حدثني من سمع كعبا يقول لولا من برومية من الخلق لسمع لممر الشمس في السماء جرا كجر المنشار
1372 – حدثنا بقية بن الوليد والحكم بن نافع وأبو المغيرة عن ابي بكر بن أبي مريم عن أبي الزاهرية وضمرة بن حبيب قالا
تجلب الروم عليكم في البحر من رومية إلى رمانية فيحلون عليكم بساحلكم بعشرة آلاف قلع فيسكنون ما بين وجه الحجر إلى يافا وينزل حدهم وجماعتهم بعكا
فينفر أهل الشام إلى مواخيرهم فيقلوا فيبعثون إلى أهل اليمن فيستمدونهم فيمدونهم بأربعين ألفا حمائل سيوفهم المسد فيسيرون حتى يحلوا بعكا وبها حد القوم وجماعتهم فيفتح الله لهم فيقتلونهم ويتبعونهم حتى يلحق من لحق منهم بالروم ويقتلون من سواهم وهم الذين يحضرون الملحمة الكبرى بالعمق
فيجتمع أهل النصرانية جميعا من أهل الشام حتى لا يبقى منهم أحد إلا مد أهل العمق ويسير إليهم المسلمون حدهم وجماعتهم أهل اليمن الذين قدموا إلى عكا فيقتتلون قتالا شديدا ويسلط الحديد على الحديد فلا تجبن يومئذ حديدة فيقتل من المسلمين الثلث ويلحق بالعدو منهم كثرة وتخرج منهم طائفة فمن خرج من عسكر المسلمين تاه فلم يزل تائها حتى يموت فمن جبن من المسلمين يومئذ أن يخرج فليضطجع على الأرض ثم ليأمر بإكافة فليوضع عليه ولتوضع عليه جواليقه من فوق الإكاف ثم يتداعى الناس إلى الصلح
فيقولون يلحق أخهل اليمن بيمنهم ويلحق قيس ببدوهم فيقوم المحررون فيقولون فنحن إلى من نلحق أنلحق بالكفر فيقوم رئيس المحررين ثم يحرض قومه فيحمل على الروم فيضرب هامة رئيسهم بالسيف حتى يفلق هامته ويشتعل القتال وينزل الله الفتح عليهم فيهزمهم الله فيقتلون في كل سهل وجبل حتى إن الرجل منهم ليستتر بالشجر والحجر
فيقول أيا مؤمن هذا كافر خلفي فاقتله
1373 – حدثنا بقية والحكم عن صفوان عن مهاجر الأزدي عن تبيع
عن كعب قال طوبى يوم الملحمة العظمى لحمير والحمراء والله ليعطينهم الله الدنيا والآخرة وإن كره الناس
1374 – حدثنا عبد القدوس عن أبي دوس اليحصبي قال
سمعت خالد بن معدان يقول ليخرجنكم من الشام كفرا كفرا وليجرين خاتمهم أربعين يوما يعني البريد
1375 – حدثنا أبو المغيرة عن ابن عياش عن عقيل بن مدرك
عن يونس بن سيف الخولاني قال تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم الترك وكرمان فيفتح الله لكم
فتقول الروم غلب الصليب
فيغضب المسلمون فينحازون وينحازون فيقتتلون قتالا شديدا عند مرج ذي تلول ثم يفتح الله لكم عليهم ثم تكون الملاحم بعد ذلك
1376 – حدثنا ضمرة بن ربيعة عن يحيى بن أبي عمرو السيباني
عن ذي مخبر ابن أخي النجاشي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تصالحون الروم عشر سنين صلحا آمنا يوفون لكم سنتين ويغدرون في الثالثة أو يفون أربعا ويغدرون في الخامسة فينزل جيش منكم في مدينتهم فتنفرون أنتم وهم إلى عدو من ورائهم فيفتح الله لكم فتنصرون بما أصبتم من أجر وغنيمة فينزلون في مرج ذي تلول
فيقول قائلكم الله غلب
ويقول قائلهم الصليب غلب فيتداولنها ساعة
فيغضب المسلمون وصليبهم منهم غير بعيد فيثور المسلم إلى صليبهم فيدقه فيثورون إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه فتثور تلك العصابة من المسلمين إلى أسلحتهم ويثور الروم إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين فيستشهدون
فيأتون ملكهم فيقولون قد كفيناك حد العرب وبأسهم فماذا تنتظر فيجمع لكم حمل امرأة ثم يأتيكم في ثمانين غاية تحت كل غاية إثنا عشر الفا
1377 – حدثنا أبو أيوب عن أرطاة عن المفرح بن محمد وشريح ابن عبيد
عن كعب قال لولا ثلاث لأحببت ألا أحيا إحداهن الملحمة العظمى فإن الله تعالى يحرم فيها يومئذ على كل حديدة أن تجبن ولو ضرب رجل بسفود لقطع
والأخرى لولا أن أشهد فتح مدينة الكفر وإن دون فتحها لصغار وهوان كبير
1378 – حدثنا الوليد عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح قال
بينما عبد الله بن عمرو في مزرعته بالعجلان إلى جانب قيسارية فلسطين إذ مر به رجل مغبر على فرسه مستلما في سلاحه يخبره أن الناس قد فزعوا يرجو أن يشهد ملحمة قيسارية
فقال إن ذلك ليس في زماني ولا زمانك حتى ترى رجلا من أبناء الجبابرة بمصر يغلب على سلطانه فيفر إلى الروم فيجيء بالروم فذلك أول الملاحم
1379 – حدثنا الوليد وأبو المغيرة عن ابن عياش عن إسحاق ابن أبي فروة عن يوسف بن سليمان عن جدته ميمونة
عن عبد الرحمن بن سنة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والذي نفسي بيده ليأرزن الإيمان إلى ما بين المسجدين كما تأرز الحية إلى حجرها وليحازن الإيمان المدينة كما يحوز السيل الدمن فبيناهم على ذلك استغاثت العرب بأعرابها فخرجوا في مجلبة لهم كصالح من مضى وخير من بقى فاقتتلوا هم والروم فتتقلب بهم الحروب حتى يردوا عمق أنطاكية فيقتتلون بها ثلاث ليال فيرفع الله النصر عن كل الفريقين حتى تخوض الخيل في الدم إلى ثننها
وتقول الملائكة أي رب ألا تنصر عبادك
فيقول حتى يكثر شهداؤهم فيستشهد ثلث ويصبر ثلث ويرجع ثلث شاكا فيخسف بهم
قال فتقول الروم لن ندعكم [ إلا ] أن تخرجوا إلينا كل من كان أصله منا
فيقول العرب للعجم الحقوا بالروم
فتقول العجم أنكفر بعد الإيمان فيغضبون عند ذلك فيحملون على الروم فيقتتلون فيغضب الله عند ذلك فيضرب بسيفه ويطعن برمحه
قيل يا عبد الله بن عمرو ما سيف الله ورمحه
قال سيف المؤمن ورمحه حتى يهلكوا الروم جميعا فما يفلت إلا مخبر ثم ينطلقون إلى أرض الروم فيفتتحون حصونها ومدائنها بالتكبير حتى يأتوا مدينة هرقل فيجدون خليجها بطحاء ثم يفتتحونها بالتكبير يكبرون تكبيرة فيسقط أحد جدرها ثم يكبرون أخرى فيسقط جدار آخر ويبقى جدارها البحري لا يسقط ثم يستجيرون إلى رومية فيفتتحونها بالتكبير ويتكايلون يومئذ غنائهم كيلا بالغرائر
إلا أن الوليد لم يذكر جدته
1380 – حدثنا عبد القدوس وابن كثير بن دينار عن ابن عياش عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن سعيد بن جابر
قال له رجل من آل معاوية ألا تقرأ صحيفة من صحف أخيك كعب
قال فطرح إلى صحيفة مكتوب فيها قل لصور مدينة الروم وهي تسمى بأسماء كثيرة قل لصور بما عتت عن أمري وتجبرت بجبروتك تباري بجبروتك جبروتي وتمثلين فلكك بعرشي لأبعثن عليك عبادي الأميين
وولد سبأ أهل اليمن الذين يردون الذكر كما ترد الطير الجياع اللحم وكما ترد الغنم العطاش الماء ولأنزعن قلوب أهلك ولأشدن قلبوهم ولأجعلن صوت أحدهم عند الباس كصوت الأسد يخرج من الغابة فيصيح به الرعاة فلا تزده أصواتهم إلا جرأة وشدة ولأجعلن حوافر خيولهم كالحديد على الصفا ليدرك يوم الباس ولأشدن أوتار قسيهم ولأتركنك جلحاء للشمس ولأتركنك لا ساكن لك إلا الطير والوحش ولأجعلن حجارتك كبريتا ولأجعلن دخانك يحول دون طير السماء ولأسمعن جزائر البحر صوتك
في وعيد كثير لم يحفظه كله
1381 – قال ابن عياش وحدثني اسحاق بن أبي فروة عن أبي سلمة الحضرمي
عن عبد الله بن عمرو قال أفضل الشهداء عند الله تعالى شهداء البحر وشهداء أعماق أنطاكية وشهداء الدجال
1382 – حدثنا بقية عن محمد بن الوليد الزبيدي عن راشد بن سعد
عن كعب قال إن قبور شهداء الملحمة العظمى لتضيء في قبور شهداء من قبلهم
1383 – حدثنا بقية عن عبد القدوس عن صفوان عن شريح ابن عبيد
عن كعب قال إن أنا شهدت يوم الملحمة الكبرى لم آس على ما فاتني قبله ولا أبالي ألا أبقى بعده وقتال يوم الملحمة العظمى أعظم من قتال الدجال وذلك لأنه يكون مع الدجال سيف واحد ومع أصحاب الملحمة سيوف والسيوف الأمم
1384 – حدثنا أبو المغيرة عن ابن عياش عن عبد الله بن دينار
عن كعب قال إن لله تعالى في الروم ثلاث ذبائح أولهن اليرموك والثانية فينقس يعني التمرة وهي حمص والثالثة الأعماق
1385 – حدثنا أبو المغيرة عن عتبة بن ضمرة عن أبيه عن أبي هزان
عن كعب قال لا تفتح القسطنطينية حتى تفتح كليتها
قيل وما كليتها
قال عمورية
1386 – قال أبو المغيرة حدثني بشير بن عبد الله بن يسار عن أشياخه
عن كعب قال لا تفتح القسطنطينية حتى يفتح نابها
قيل وما نابها
قال عمورية
قال وأخبرني أبو بكر عن كعب مثله إلا أنه قال كلبها
1387 – حدثنا بن الوليد وأبو المغيرة عن عمر بن عمرو الأحموسي عن أبيه عن تبيع
عن كعب قال عمورية كلبة القسطنطينية من أجل أنها تهار دونها
1388 – حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد
عن كعب قال ما احب أن أبقى بعد فتح مدينة هرقل إن أبواب الشر تفتح حينئذ ورب هوان وصغار مع فتحها
1389 – قال شريح فحدثني جبير بن نفير قال
قال لنا أبو الدرداء ولا تستعجلون بفتح مدينة هرقل فرب هوان وصغار عند فتحها
1390 – حدثنا بقية عن أبي سبأ عتبة بن تميم عن الوليد بن عامر اليزني عن يزيد بن خمير
عن كعب قال إذا أبق رجل من قريش إلى القسطنطينية فقد حضر أمرها وامير الجيش الذي يفتح القسطنطينية ليس بسارق ولا زان ولا غال والملاحم على يدي رجل من آل هرقل
1391 – حدثنا بقية وأبو المغيرة عن أبي بكر عن أبي الزاهرية
عن كعب قال تفتح على يدي رجل من بني هاشم قالا جميعا وأخبرنا صفوان عن شريح وأبي المثنى الأملوكي عن كعب قال تفتح على يدي ولد سبأ وولد قادر فلم يذكر بقية أبا المثنى وقال بقية عن صفوان بن عمرو عن أبي المثنى عن كعب الذي تكون على يديه الملاحم رجل من أهل هرقل يقال له طبر يعني طبارة
1392 – حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة بن المنذر
عن المهاجر بن حبيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخامس من آل هرقل الذي يقال له طبر على يديه تكون الملاحم
1393 – حدثنا أبو المغيرة عن أبي بكر عن أبي الزاهرية
عن جبير بن نفير قال تفتحون مدينة الكفر بالتكبير يضع الله تعالى لهم كل يوم ثلث حائطها في ثلاثة أيام
فبيناهم كذلك يأتيهم خبر الدجال فلا يفزعنكم ذلك فإنه كذب فاحتملوا من غنيمتها
1394 – وقال وأخبرنا بشير بن عبد الله بن يسار قال
سمعت عبد الله بن بسر المازني يقول إذا أتاكم خبر الدجال وأنتم فيها فلا تدعوا غنائمكم فإن الدجال لم يخرج
1395 – قالوا وأخبرنا صفوان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير
عن أبي ثعلبة الخشني قال إذا كان بين الدرب والعريش مأدبة أهل بيت واحد فقد دنا فتح القسطنطينية
1396 – حدثنا الوليد وبقية بن الوليد وأبو المغيرة والحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتنة السادسة هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيسيرون إليكم على ثمانين غاية
قلت وما الغاية
قال الراية تحت كل راية اثنا عشر ألفا
1397 – حدثنا أبو أيوب عن أرطاة عن أبي المثنى
عن كعب قال الذي تكون على يديه الملاحم من آل هرقل يقال له طبر يعني طبارة
1398 – حدثنا أبو حيوه شريح بن يزيد الحضرمي عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال حدثني ميسرة
أن أبا الدرداء حدثه بهذا الحديث لتخرجن منها كفرا كفرا
قال أبو الدرداء أو لم يقل الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وهل الصالحون إلا نحن
1399 – حدثنا الوليد عن الحارث بن عبيدة عن أبي الأعيس عبد الرحمن بن سلمان عن عبد الله بن عمرو قال
ينهزم يوم الملحمة الثلث من المسلمين وأولئك شرار البرية عند الله
1400 – حدثنا الوليد عن الحارث بن عبيدة عن رجل عن عبد الرحمن بن سلمان
عن عبد الله بن عمرو قال إذا عبدت ذو الخلصة صنم كان لدوس في الجاهلية كان ظهور الروم على الشام
1401 – حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير
عن كعب قال يا معشر قيس أحبي يمنا ويا معشر اليمن أحبي قيسا فيوشك أن لا يقتل على هذا الدين غيركما
قال الأوزاعي بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قيس فرسان الناس يوم الملاحم واليمن رحا الإسلام
1402 – حدثنا الوليد عن عثمان بن أبي العاتكة عن سليمان بن حبيب
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقعت الملاحم خرج بعث من دمشق من الموالي هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا يؤيد الله بهم الدين
1403 – حدثنا ضمرة بن ربيعة عن عثمان بن عطاء
عن عبد الواحد بن قيس الدمشقي قال لاتدع الروم على الساحل أيام الملاحم ماء إلا عسكروا عليه
1404 – حدثنا بقية بن الوليد عن أبي بكر بن أبي مريم
عن عطية بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت الملاحم خرج من دمشق بعث هم خيار عباد الله الأولين والآخرين
1405 – حدثنا بقية وأبو المغيرة عن صفوان
عن راشد بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى وعدني فارس ثم الروم ثم نساؤهم أبناؤهم ولأمتهم وكنوزهم وأمدني بحمير أعوانا
1406 – حدثنا بقية عن صفوان عن شريح بن عبيد
عن أبي الدرداء قال لتخرجنكم الروم من الشام كفرا كفرا حتى يوردوكم البلقاء لذلك الدنيا تبيد وتفنى والآخرة تبقى
1407 – حدثنا أبو المغيرة عن صفوان عن أبي اليمان
عن كعب قال الملحمة العظمى وخراب القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر أو ما شاء الله من ذلك
1408 – حدثنا الوليد عن أبي بكر الكلاعي سمع أبا وهب عبيد الله بن عبيد سمع مكحولا يقول
الملاحم عشر أولها ملحمة قيسارية فلسطين وآخرها ملحمة عمق أنطاكية
1409 – حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال
سمعت عبد الله بن عمرو يقول يوشك أن يخرج حمل الضان ثلاث مرار
قلت ما حمل الضان
قال رجل أحد أبويه شيطان يملك الروم يجيء في ألف ألف وخمس مائة ألف ألف ألف في البر وخمس مائة ألف في البحر حتى ينزل أرضا يقال لها العمق
فيقول لأصحابه إن لي في سفنكم طلبة فإذا نزلوا عنها أمر بها فأحرقت ثم يقول لا قسطنطينية لكم ولا رومية فمن شاء فليقم
ويستمد المسلمون بعضهم بعضا فذكر الحديث
حتى تستفتحوا القسطنطينية الزانية أني لاجدها في كتاب الله تعالى الزانية
فيقول أميرهم لا غلول اليوم
1410 – حدثنا الحكم بن نافع عمن حدثه
عن كعب قال في الملحمة العظمى تخرب سواحل الشام حتى تبكي السواحل من خرابها كبكاء المدن والقرى
1411 – حدثنا ضمرة عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال
تغلب الروم في الملحمة الصغرى على سهل الأردن وبيت المقدس
1412 – حدثنا ضمرة عن الحكم بن أبي سليمان قال شهدت عقبة بن أبي زينب يقول
إذا خربت قبرس فابك أيام حياتك على نفسك
1413 – حدثنا بقية عن أرطاة قال
حدثني المهاجر بن حبيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخامس من آل هرقل على يديه تكون الملاحم
قال أرطاة فولي أربعة من آل هرقل قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فبقي الخامس
قال أرطاة لم يجيء الخامس إلى الآن بعد
1414 – حدثنا رديح بن عطية عن يحيى بن أبي عمرو السيباني
عن كعب قال يلي الروم امرأة فتقول اعملوا لي ألف سفينة
أفضل ألواح عملت على وجه الأرض ثم أخرجوا إلى هؤلاء الذين قتلوا رجالنا وسبوا نساءنا وأبناءنا فإذا فرغوا منها
قالت اركبوا إن شاء الله وإن لم يشأ فيبعث الله عليهم ريحا فيقمصها بقولها وإن لم يشأ
ثم يعمل لها ألف أخرى مثلها ثم تقول مثل قولها ويبعث الله عليها ريحا فيقمصها
ثم يعمل لها ألف أخرى فتقول اركبوا إن شاء الله قال فيخرجون فيسيرون حتى يتنهوا إلى تل عكا
فيقولون هذه بلادنا وبلاد آبائنا ثم يرسلون النار في سفنهم فيحرقونها
والمسلمون يومئذ ببيت المقدس فيكتب الوالي إلى أهل العراق وأهل مصر وأهل اليمن فيجيء رسله
فيقولون نتخوف أن ينزل بنا مثل ما نزل بكم
وتمر رسله على حمص وقد أغلق أهلها على من فيها من المسلمين ويقتلون فيها امرأة ويلقونها مما يلي الحائط خارج
قال فيكتم الوالي أمر حمص ثم يقول للمسلمين اخرجوا إلى عدوكم فموتوا وأميتوا فيقتتلون قتالا شديدا فيقتل من المسلمين ثلث وينهزم ثلث فيقعون في مهيل من الأرض ويقبل الثلث حتى ينتهوا إلى بيت المقدس ثم يخرجون منها إلى الموجب أرض البلقاء والموجب أرض فيها عيون ويخرج فيه حشيش من نبت الأرض فينزل المسلمون عليه
ويقبل أعداء الله حتى ينتهوا إلى بيت المقدس
ثم يقول اذهبوا فقاتلوا بقية عبيدي الذين بقوا فيقول والي المسلمين لمن معه أخرجوا إلى عدوكم
قال فيبكون ويتضرعون إلى الله تعالى فيومئذ يغضب الله لدينه فيطعن برمحه ويضرب بسيفه ويسلط الله الحديد بعضه على بعض حتى لا يبالي الرجل صمصامة كانت معه أو غيرها قال فيقتلون في الغور فيقتتلون قتالا شديدا
فيقتل العدو يومئذ فلا يبقى منهم إلا شرذمة يسيرة يلحقون بجبل لبنان والمسلمون خلفهم يطردونهم حتى ينتهوا إلى القسطنطينية
وعلى المسلمين رجل آدم معتقل رمحه حتى إذا انتهى إلى النهر الذي عند القسطنطينية نزل الوالي ليتوضأ ويصلي فيتأخر الماء عنه ثم يطلبه فيتأخر فإذا رأى ذلك ركب دابته ثم يقول يا هؤلاء هذا أمر يريده الله هلموا فأجيزوا فيجيزون حتى ينتهوا إلى حائط القسطنطينية ثم يكبرون تكبيرة رجل واحد فيسقط منها إثنا عشر برجا فيومئذ تقتل رجالها وتسبى نساؤها وتؤخذ أموالها فبيناهم على ذلك إذ أتاهم آت فقال إن الدجال قد خرج بالشام فيخرج القوم فمن كان أخذ ندم ألا يكون استزاد لسنين تكون أمام الدجال فيجدونه لم يخرج فقل ما يلبث حتى يخرج
1415 – حدثنا بقية بن الوليد عن بحير بن سعد عن خالد بن معدان قال
قلت لعبد الله بن بسر فتح القسطنطينية
قال لا تفتح حتى يكون بين المسلمين وبينهم صلح فيغزون جميعا فينصرفون وقد غنموا حتى ينزلوا مرجها فيرفع رجل منهم الصليب فيقول غلب الصليب فيقوم إليهم رجل من المسلمين فيضرب صليبهم فيدقه ويثور المسلمون وهم فيقتتلون فيفتح الله لهم فعند ذلك يكون فتحها
1416 – قال خالد بن معدان عن عبد الله بن سعد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أعطاني فارسا ونساءهم وأبناءهم وأموالهم وسلاحهم وأعطاني الروم ونساءهم وأبناءهم وسلاحهم وأموالهم وأمدني بحمير
1417 – قال خالد بن معدان ليدخلن العدو أنطرسوس صلاة الغداة من الروم فليقتلن تحت داليتها ثلثمائة رجل من المسلمين يبلغ نورهم العرش
1418 – حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن الفرج بن يحمد عن بعض أشياخ قومه قال
كنا مع سفيان بن عوف الغامدي حتى أتينا باب القسطنطينية باب الذهب في ثلاثة آلاف فارس من ناحية البحر حتى جزنا النهر أو الخليج قال ففزعوا وضربوا نواقيسهم
ثم قالوا ما شأنكم يا معشر العرب
قلنا جئنا إلى أهل هذه القرية الظالم أهلها ليخربها الله على أيدينا
فقالوا والله ما ندري أكذب الكتاب أم أخطأنا الحساب أم استعجلتم القدر والله إنا لنعلم أنها ستفتح يوما ولكن لا نرى أن هذا زمانها
1419 – حدثنا الوليد عن صفوان عن ابي اليمان الهوزني عن كعب قال
إذا رأيت همدان المشرق وقد نزلت بين الرستن وحمص فهو حضور الملحمة وخروج الدجال
قلت وما ينزلهم الرستن
قال عدو من وراءهم
1420 – قال الوليد وقال ابن لهيعة عن ابي قبيل عن عبد الله بن عمرو قال
ستنتقل مذحج وهمدان من العراق حتى ينزلوا قنسرين
1421 – حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال
يجيش الروم فيستمد أهل الشام ويستغيثون فلا يتخلف عنهم مؤمن قال فيهزمون الروم حتى ينتهوا بهم إلى أسطوانه قد عرفت مكانها فبيناهم عندها إذ جاءهم الصريخ إن الدجال قد خلفكم في عيالكم فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون نحوه
1422 – حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي المهدي عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن جبير بن نفير عن أبي ثعلبة الخشني قال
إذا رأيت ما بين العريش إلى الفرات مأدبة أهل بيت واحد فذلك علامة الملاحم
1423 – حدثنا الوليد عن يزيد بن سعيد عن يزيد بن أبي عطاء عن كعب قال
على يدي اليماني الذي يقتل قريشا
1424 – حدثنا الوليد عن معاوية بن يحيى عن أرطاة عن حكيم بن عمير
عن كعب قال على يدي ذلك اليماني تكون ملحمة عكا الصغرى وذلك إذا ملك الخامس من آل هرقل
1425 – حدثنا الوليد عن أبي لهيعة عن أبي قبيل عن أبي عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا ملك العتيقان عتيق العرب وعتيق الروم كانت الملاحم على أيديهما
قال أبو قبيل تكون الملاحم على يدي طبارس بن أطيطنيان بن الأخرم بن قسطنطين بن هرقل
1426 – حدثنا الحكم بن نافع عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية
عن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون بينكم وبين بني الأصفر الروم هدنة فيغدرون بكم في حمل امرأة يأتون في ثمانين غاية في البر والبحر تحت كل غاية إثنى عشر ألفا حتى ينزلوا بين يافا وعكا فيحرق صاحب مملكتهم سفنهم
يقول لأصحابه قاتلوا عن بلادكم فيلتحم القتال ويمد الأجناد بعضهم بعضا حتى يمدكم من بحضرموت من اليمن فيومئذ يطعن فيهم الرحمن برمحه ويضرب فيهم بسيفه ويرمي فيهم بنبله ويكون منه فيهم الذبح الأعظم
1427 – حدثنا الحكم بن نافع عن سعيد بن سنان عن الوليد بن عامر عن يزيد بن خمير الميتمي
عن كعب أنه أتى مجمع الناس عند باب اليهود للفطر والأضحى فاستقبل المدينة فبكى ثم مضى حتى أتى باب المعلق فاستقبله فبكى كأشد البكاء ثم أتى باب المغلق دون باب الرستن فاستقبله فبكى كأشد البكاء
ثم أتى باب الشرقي فوقف بين الجنبية والباب وضحك كأشد الضحك وفرح كأشد الفرح وقال اللهم لك الحمد وهلل الله وحمده وسبحه وكبره
فقلت له يا أبا إسحاق ماذا أبكاك في مواقف بكيت فيها وأضحكك هاهنا وأفرحك
فقال إن أهل هذه المدينة من أهل الإسلام يستنفرون إلى ساحلهم إلى عدو يأتيهم من قبله فلا يبقى في هذه المدينة أحد يحمل السلاح إلا نفر إلى الساحل وأن أهلها من الكفار يجتمعون فيقولون قد جاءكم مددكم وقهرتم من في مدينتكم فأغلقوها على من فيها من ذراري المسلمين وأهليهم ويفتح الله للمسليمن وينصرهم على عدوهم الذين أتاهم فيخبرون أنه قد أغلق على نسائهم وذراريهم
فيقبلون حتى يقفوا موقفي الأول فيناشدونهم الله في العهد والذمة فلا يرجعون إليهم بشيء ولا يفتحون لهم
ثم يأتوا موقفي هذا الثاني فيناشدونهم الله والذمة والعهد فلا يرجعون إليهم بشيء ويقذفون إليهم برأس امرأة من نبي عبس
ثم يأتون موقفي هذا الثالث فيناشدونهم الله والذمة فلا يرجعون إليهم بشيء ولا يفتحون لهم
ثم يأتون موقفي هذا الرابع كذلك فإذا رأى المسلمون ذلك رفعوا أيديهم إلى الله تعالى واستغاثوا به واستنصروه فأقسم بالله لا يبقى في هذا الباب عود ولا حديد ولا مسمار إلا تنصل وتساقط فيدخل عليهم المسلمون فلا يذرون فيها نفسا من الكفار ممن جرت عليه المواسي إلا ضربوا عنقه فيومئذ تبلغ دماؤهم ثنن خيولهم تحت مجمع الأسواق
1428 – حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة قال
يكون بين المهدي وبين طاغية الروم صلح بعد قتله السفياني ونهب كلب حتى يختلف تجاركم إليهم وتجارهم إليكم ويأخذون في صنعة سفنهم ثلاث سنين ثم يهلك المهدي فيملك رجل من أهل بيته يعدل قليلا ثم يجور فيقتل قتلا ولا ينطفي ذكره حتى ترسى الروم فيما بين صور إلى عكا فهي الملاحم